بقلم: أ. ياسمين عبد السلام هرموش
أديبة لبنانية
أيها الصهيوني المتغطرس…
كم جدارًا ستبني لتحجب شمس فلسطين؟
وكم قبةً من دخان ستُقيم لتحجب سماءها؟
ألا تعلم أن السماء لا تُحاصر، وأن الشمس لا تُشترى؟
لقد دنّستَ أرضًا نُسجت من دعاء الأنبياء، وسعيتَ لسرقة حجارةٍ تحمل بصمة التاريخ،
لكنّك لم تدرك أن الأرض لا تُباع، وأن التراب لا يبدّل اسمه، وأن الزيتونة لا تغيّر جذورها.
يا عابرًا على رصيفٍ ليس لك،
يا غريبًا يتحدث لغة الدم ولا يفهم لغة الأرض،
كم قتلت من طفلٍ؟
كم هدمت من بيتٍ؟
كم هجّرت من روحٍ تبحث عن قبرها في ثرى الوطن؟
لكن اعلم…
أن الطفل الذي طردته من مدرسته،
قد كبر وهو يحمل الحجر،
والأم التي شيّعت ابنها على أطراف المخيم،
أنجبت ألف مقاوم،
والعجوز الذي غسلتَ وجهه بالدمع،
يحمل في صمته حكاياتٍ تزلزل عروش الطغيان.
أيها الصهيوني،
أنت لا تعرف سوى لغة الحديد والنار،
أما نحن، فنحمل لغة الحلم واليقين.
أنتم عابرون، كالغبار على وجه الريح،
زبدٌ على وجه البحر،
لن يبقى لكم إلا ذكرٌ أسود في كتب التاريخ.
أما نحن،
فنحن أبناء الزيتون،
جذورنا ضاربة في أعماق الأرض،
أغصاننا تعانق السماء،
أسماؤنا منقوشة على جبين القدس،
وخطواتنا مرسومة على تراب يافا وغزة وحيفا.
أيها الصهيوني…
لن تنفعك دباباتك حين يقف الحجر في وجهها،
لن تحميك جدرانك حين تنهار على صرخات أطفال المخيم،
ولن يخلّصك حليفٌ أو حامٍ حين تدرك الشعوب أنكم كذبٌ عابر،
وأن فلسطين وحدها الحقيقة الباقية.
سترحلون…
كما رحل كل غازٍ من قبل،
ستذوبون في العدم،
ونبقى نحن…
نغنّي للقدس أنشودة الأبد،
ونكتب بدمنا على جدرانها:
هنا وطنٌ لا يُسرق،
هنا قضية لا تموت،
هنا فلسطين.

