بقلم: أ. رفاعي عنكوش
متخصص بشؤون الشرق الأوسط و أوروبا
في احدى الجلسات الحوارية التي جمعتني بانيس القاسم وسمير القنطار و عليان عليان، دار النقاش حول جوهر الصراع مع المشروع الاسرائيلي وما يخلفه من اثار.
تحدث انيس القاسم قائلا: “ان مشكلتنا الاساسية ليست مع العسكري الذي يضغط الزناد وحسب، بل مع العقل الذي يشرع القتل ويمكنه، ويحوله الى منظومة قانونية وسياسية تكسب الاحتلال قناع الشرعية.”
اما انا، فقد كان ردي مختلفا في زاويته:
اذ قلت ان مشكلتي الاعمق هي مع الاجيال… فتجد العربي يغادر الوطن الغير امن الى منطقة اجنبية امنة لاجل الحفاظ على امن اطفاله و اجياله وتجد الاسرائيلي يغادر وطنه الامن الى منطقة احتلال غير امنة لاجل فكرة استعمارية على حساب حياة ابنائه و اجياله وعندما يقتل ابنه يصرخ قتلوا ابني وهو القاتل الاول و الاخير .
فلو ان الاباء والامهات الاسرائيليين حرصوا حقا على مستقبل ابنائهم وامنهم، لما قبلوا ان يربوا اولادهم على اوهام الاستيطان، ولما بنوا مستقبلهم على انقاض طفولة الفلسطينيين ودماء كبارهم وصغارهم.
ان ما يقدمه الاسرائيلي في الواقع ليس سوى اعادة انتاج لفكرة “مذبح ابراهام”، لكنه يفرغها من بعدها الايماني فابراهام، امتحنه يهوا بذبح ابنه يتسحق ثم فداه، في اشارة الى ان الايمان يحفظ الحياة، اما الاسرائيلي فيحول الحياة الى قتل ابنائه والى ادوات للموت في سبيل حلم استعمار زائل.

