بقلم: أ. بسمة زهير أبو جبارة
كاتبة أدبية
يا الله… ما أطول هذا الغياب، وما أصدق هذه اللحظة!
دهورٌ مرت … حملت في طيّاتها وجع الانتظار… وملح الدموع…وصرخات مكتومة في ليلٍ لا ينتهي.
في الزنازين البعيدة، كان للأسرى زمنٌ آخر، زمنٌ بلا شمسٍ ولا ملامح…
يتبدّل فيه الليل بالليل، والألم بالألم، وتبقى الأحلام محبوسة خلف الأسوار…
لكن رغم كل ما حاول السجّان سرقته…ظلّ في قلوبهم ضوءٌ صغير، لا يُطفأ…
كم من رسالةٍ كُتبت على ورقٍ خفيٍّ من القلب إلى القلب…
كم من نظرةٍ في السماء كانت موعدًا مع الحرية…
كبرت أعمارهم بين جدرانٍ ضيقة، لكن أرواحهم ظلّت واسعة…
تسكنها فلسطين بكل ما فيها من شوقٍ وذاكرةٍ ووجعٍ جميل…
واليوم…
ها هم يعودون بخطواتٍ مثقلةٍ بالتجربة… وبعيونٍ رأت ما لا يُروى…
يعودون وفي قلوبهم ألف حكاية عن الصبر والصمود…
يعودون ليجدوا أحبابهم بانتظارهم على العتبات…
وقلوبكم المكسورة تحمل حكاية كل يوم غياب…
ما أعذب لحظة العناق بعد الفراق…
حين تلتقي الأذرع التي طال فراقها، فيبكي الصخر وتبتسم السماء…
الدموع التي تسيل الآن ليست دموع حزن… بل طُهرٌ يغسل الوجع…
وكل نبضة قلبٍ هي تكبيرٌ للحياة بعد موتٍ مؤقت…
شذرات جدة معاصرة

