بقلم أ. علم الدين ديب
محامي، وناشط قانوني
قد سبق للرئيس الأمريكي ترامب أن طرح فكرة تهجير سكان قطاع غزة في محاولة لاحتلال القطاع وإنشاء استثمارات خاصة والرغبة في السيطرة على الممرات البحرية الاستراتيجية، وهذا ما يتماشى مع فكرة إسرائيل في السيطرة على قطاع غزة بهدف التغيير الديمغرافي وإنشاء دولتهم المزعومة.
ولكن السؤال: هل هذه الظروف مناسبة للتهجير، وهل هذه هي الوسائل المناسبة لذلك؟
بداية، يجب أن نعلم أن فكرة تهجير سكان قطاع غزة ليست وليدة هذه الحرب، بل هي موجودة منذ وجود الاحتلال في فلسطين الذي يسعى لتهجير الفلسطينيين بشتى الوسائل، وفي مراجعة سريعة لآخر الإحصائيات الحديثة حول هجرة سكان قطاع غزة، يظهر أنه ما بين عامي 2007م و2022م هاجر ما لا يقل عن 200 ألف فلسطيني من القطاع بسبب الحصار الإسرائيلي الخانق وسوء الأوضاع الاقتصادية، وهذا يدل على أن الاحتلال ليس بحاجة إلى الضجة الإعلامية الكبيرة ومجابهة الموقف الفلسطيني والعربي لتمرير ملف التهجير، علماً بأن هناك مواطنين من قطاع غزة تركوا القطاع حتى في تلك الأوقات.

تهجير سكان قطاع غزة
وهنا يدور التساؤل: لماذا تمارس الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل تلك السياسة الإعلامية؟
في الحقيقة، إن ما يسعى له الاحتلال هو تغيير مسار المستقبل السياسي في قطاع غزة وإجبار حماس على التخلي عن الحكم، وهذا أحد أهم الشروط التي صاغها الاحتلال بداية هذه الحرب من خلال طرح فكرة التهجير، التي تعتبر تصفية للقضية الفلسطينية، مع إقناع الدول الإقليمية والدولية بضرورة تخلي حماس عن الحكم لكي يتم التوصل إلى حل نهائي لموضوع الحرب.
يبقى التخوف الكبير من استمرار حركة حماس في الحكم وما قد يتبع ذلك من تنفيذ لمخططات الاحتلال الإسرائيلي.