بقلم: أ. غادة محمد طبش
ناشطة إعلامية
ما هي التحديات؟
في ظل التحديّات الواضحة اليوم والتي يُعاني منها أهالي قطاع غزة منذ ما يُقارب سنة أو و أربعة عشر شهراً، التحديّات التي تفرضُ نفسها وبقوة على السّاحةِ الفلسطينية، مما جعلت المواطن اليوم يعيش حرماناً وجوعاً وفقراً لم يشهدهُ القِطاع من قبل، من جهةٍ أخرى يعيش العالم منتظراً الشتاء بطقوسه الجميلة ورائحة المطر التي تروي القلوب والأفئدة في انتظار المشروبات الدافئة التي تعيد للعقل الحنين والذّكريات، من جهةٍ أخرى يتحول فصل الشتاء إلى كارثة كبرى كما يسميه البعض على أهالي مُخيّمات النزوح نتيجة للحربِ المجنونة على القطاع.

برد الخيام في غزة
فصلٌ بنكهةِ المُعاناة والألم!
خلال حديثي مع بعض الأمهات اللّاتي لم تتجاوز أعمارهن السّابعة والعشرين من العمر ،يصفن هذا الفصل بالأشد كارثة وفاجعة حدثت لهنّ على التوالي في ظل غيابٍ كبير لِأدنى مقومات الحياة والتدفئة والرّاحة والعيش الرّغيد الذي يحلم به كل مواطن عادي.
ليتحوّل هذا الفصل من نِعمة كبيرة، إلى فصل المعاناة والقسوة ومرارة ألم تُضاف إلى سجل الويلات والألم.
فقط هنا في غزة انعدام تام لِوسائل التدفئة والرّاحة… انقطاع تام للكهرباء… أرضية من الرّمال المبللة بالمياة والطّمى… ملابس مهترئة وممزقة… خِيامٌ بالية لا تُسمن ولا تُغني من جوع.
في صباح الخميس الموافق الثالث والعشرون من شهر يناير يفيق النّازحون على ما وصفوه بالكارثةِ الكُبرى، مُنخفض جوي عميق يضرب وبقوة الخيام المغطاة بالقطع البالية في مخيمات النزوح والشّتات، لِيستمر في التّصاعُد، لتتعالى الصّيحات والمطالبات بتوفير وسائل الرّاحةِ والدفئ لا سيما الأطفال والنّساء والحوامل وكبار السن والجرحى والمرضى.
أيّ عذاب يعيشه اليوم أهالي القطاع يُضاف إلى سلسلة التضحيات التي يُقدمها على أرض الواقع وسط توصيات كبيرة للتخفيف عن معاناة هذا الشعب الملكوم.
فإلى متى سيستمر هذا الشقاء والتعب؟
نعم المعاناة واضحة و يشاهده العالم في الشاشات في صمت
سيذكركم التاريخ يا أهل غزة باحرف من ذهب
كيف لا و انتم الذين تموتون بردا وجوعا على الهواء مباشرة
فرج الله كربكم