بقلم د. أحمد على حماد
دكتور، وشاعر مصري
لافتة “نكتب حبا فكتبنا حربا”
قالت أنا والقدسُ قلبٌ واحدٌ،
في كلّ حب لي، تراها حاضِرِ
إن مُتُّ، لا تبكِ الدموعَ، فإنني
في ظلها أحيا، وأبعثُ طاهِرِ
فبكيتُها… لا من وداعٍ، إنما
من نورِ روحٍ في الحنينِ عابِرِ
ضممتُها، ووراءنا الأقصى بدى
كالحلمِ، كالنصرِ القريبِ، الزاهرِ
فضحكتْ، واغتسلتْ دموعُ عيونِها
كالمزنِ فوقَ المهدِ، فوقَ المحاجرِ
وقالت بل نحيا، ونزرعُ وردَنا
ما دامَ حبُّك لي… حصادَ العاشِرِ
فمشينا نحوَ القُدسِ، فوقَ قصيدتي
كأننا اثنانِ من ضوءِ البشائرِ
لا الحربُ تُخمدُنا، ولا هذا المدى
يُخفي ملامحنا، ولا المتآمرِ
قالت أحن إلى الضفوفِ كأنّها
أحضانيَ الأولى، ومهديَ الطاهرِ
فيها رأيتكَ أوّلَ الأحلامِ، في
عينيكَ ضوءُ العاشقِ المتغامرِ
فأجبتُها يا زهرةً من غزّةٍ،
هل يُخمدُ العشّاقُ نارَ الخاطرِ؟
ما بين قلبي والأقصى صلواتُنا،
وأمانِيا تنمو كأشجارِ التمرِ
نمشي معًا، والظلُّ خلفَ خطانا
يبكي، ويضحكُ مثلَ طفلٍ سافرِ
ترنو إليّ وفي ملامحِ وجهِها
ألفُ البلادِ، وخيمةُ المتغاربِ
تُهدي إليّ من الحكايا وردةً
وتقول خُذني، يا هوى المنحادرِ
خُذني إلى الأقصى، إلى ساحاتِه
أُصلّي هناكَ، وأنتَ لي في خاطرِي
قلتُ سأحملكِ الرضا والأغنيات،
وسنمشي الحبَّ كما الطهرُ السّاري
نمشي على جُرحِ البلادِ كأنّه
عرسُ الشهادةِ في دُجى المِحْرابِ