بقلم د. أحمد على حماد
شاعر مصري، دكتوراه العلوم الحيوية
في زمن التحولات الكبرى، والأزمات المتلاحقة، تبقى فلسطين جرحاً مفتوحاً في جسد الأمة الإسلامية. ولكن، لعل السؤال الأهم الذي علينا أن نواجهه بصدق هو: هل خذل المسلمون فلسطين؟
منذ أكثر من سبعة عقود، وأهل فلسطين، وبالأخص أهل غزة، يعيشون تحت نير الاحتلال والحصار، والقصف والتجويع. ومع كل عدوان جديد، ترتفع الشعارات، وتُعاد نفس العبارات: “نحن معكم”، “قلوبنا مع غزة”، “الدعاء سلاحنا”… ولكن ماذا بعد؟
لقد أصبح التفاعل مع آلام الفلسطينيين مناسبة موسمية، نغضب لأيام، ثم نعود إلى صمتنا. بل إن هذا الصمت بات – في كثير من الأحيان – تواطؤاً غير مباشر، إذ أن عدم الفعل، في بعض السياقات، فعلٌ بذاته.
من المؤلم أن كثيراً من أبناء الأمة، حين يسألون عن موقفهم، يقولون: ما الذي نستطيع فعله؟
وكأن الدعاء أمرٌ يسير لا يتطلب صدقاً، وكأن المقاطعة عبء ثقيل، وكأن توعية الأجيال بالقضية الفلسطينية أمر ثانوي!
نتوجه إلى الله بطلب الرزق، بالأمان، بالتوفيق، بينما نحن نغض الطرف عن أطفال تُدفن تحت الركام، ونساء تُفجع بأبنائها، وعائلات تُباد بالكامل أمام عدسات العالم.
في هذه المفارقة المؤلمة، يبدو الغرب – رغم كل عدائه – أكثر وفاءً لحلفائه، أكثر وضوحاً في مواقفه، بينما نحن أصحاب العقيدة المشتركة، والتاريخ المشترك، نقف على الحياد، بل أحياناً على الضفة الأخرى.
فلسطين اليوم لا تحتاج فقط سلاحاً، بل تحتاج موقفاً، تحتاج وعياً حقيقياً، يحتاج أهلها إلى من يحمل همّهم لا من يكتفي بالشعارات.
فليتوقف كل منا لحظة، ويسأل نفسه:
هل أنا ممن خذلوا فلسطين؟
وإن كان الجواب نعم – أو حتى ربما – فليعلم أن خذلان القضايا العادلة لا يسقط بالتقادم، وأن الحساب في الدنيا قبل الآخرة، سيكون ثقيلاً.