بقلم: أ. غادة محمد
ناشطة إعلامية، وكاتبة أدبية
اسعد الله أوقاتكم
في بلادي لا تبدأ الحكاية من جوع .. بل من حصار طويل ..
هذه المرحلة التي لادخان ولا نيران أسلحة ثقيلة نُحَارب بها ؛ بل من خذلان العالم ،وصمتهم القاتل ، غزة اليوم تنهار بصمت ..
نحن هنا لا نبحث عن الرّفاهية، بل عن رغيف خبز نتقاسمه ، أطفالنا اليوم باتوا ينامون ببطونٍ خاوية ،وأمهاتٍ يتقاسمن اللقمة ليبقى الأبناء على قيد الحياة ، في بلادي لا أكل حتى الشبع ، بل لسدّ قرقعة
الجوع العالية.
هنا المجاعة ليست كابوساً قديماً مسجل في كتب التاريخ ..
إنها الحقيقة المرة اليومية التي نعيشها في غزة ..
كيف أصبحت مائدة الطعام فارغة ؟
كيف يُسرق الطعام من فم الجائع تحت سماع العالم وبصره؟
كلماتي اليوم تفتح جرح غزة الذي لم يندمل منذ عامين ،لأروي لكم الحكاية كما يجب أن تكون ..
بلا تزييف .. بلا تجميل .. وبصوت لا يقبل الصمت .. وبإرادة لا تعرف المستحيل ..
هنا حيث يحل الظلام ..
في ركن صغير من العالم ، يتوقف الوقت عند وجبة طعام لم تأتِ بعد !
أمهات يخبزن الصبر على نار الحصار ، وأطفال يركضون بين أرصفة الجوع ، وآباء رسم الحزن والجوع وقلة الحيلة خارطة للحزن والخذلان على ملامحهم ..
أنا اليوم أقولها بكل صدق ، المجاعة تقتل الروح والجسد ، أصرخ باسم كل الأمهات ، هنا نعيش في مجاعة لن يكتب عنها التاريخ من قبل ..
فلا تتركنا نموت بصمت ..
فلا تتركونا نموت ونحن نُصارع الحياة والحرب ..
إلى متى سيبقى أهل غزة يقاتلون الجوع بدل المحاربة من أجل أحلامهم ؟
وليعلم العالم الحر ..
بأننا في غزة لا ينقصنا الكرامة والعزة ؛ بل نحن بحاجة إلى العدالة ، والغذاء ، وبصيص الأمل ، وسبل الأمان والأمن والهدوء والسلام ..