بقلم: أ. صائب جمال أبو جزر
ماجستير قانون عام.
في تقديري، ستُروَّج السردية القادمة من قِبل ترامب وإسرائيل على أساس أنهم المتحكمون في مجريات الأحداث والعالم. وسيكون العنوان المحتمل: “حماس هي من بدأت الهجوم في السابع من أكتوبر، ونحن من أنهيناه في السابع من أكتوبر.”
في ظل الطرح الأمريكي الأخير بشأن وقف إطلاق النار في غزة، ردّت حركة المقاومة الإسلامية حماس بشكل يعكس التزامًا وطنيًا، ورؤية نابعة من حرصها على حقوق الشعب الفلسطيني، لا مجرد تنازل تحت الضغط الدولي.
أولًا: دراسة لا رفض
حماس لم ترفض المقترح بشكل قاطع، بل أكدت أنها تدرسه بعمق بالتشاور مع الفصائل والوسطاء، وتطلب تعديلات جوهرية تضمن مصالح الفلسطينيين الإنسانية والسياسية والوطنية.
ثانيًا: رفض التنازل عن الكرامة والمقاومة
رغم أن المقترح يتضمن نقاطًا تتعلق بإعادة الإعمار وتبادل الأسرى، إلا أن الحركة ترفض البنود التي تسعى لتجريد غزة من سلاحها، أو فرض ترتيبات تُهمّش المقاومة، وتطالب بضمانات واضحة تضمن تنفيذ البنود لصالح الشعب، لا خصومه.
ثالثًا: الوحدة أولًا
أكدت حماس على أهمية أن يتم الرد باسم وطني جامع، يمثل كافة مكونات الشعب الفلسطيني، في الداخل والشتات، بعيدًا عن الانفراد أو الفصائلية.
رسالة للعالم:
ردّ حماس هو دعوة مفتوحة للوسطاء بأن الطريق لوقف النار لا يبدأ من الضغوط، بل من العدالة… من احترام إرادة شعب صامد، لا إخضاعه.
الخلاصة:
هذا الرد ليس تهرّبًا من الحلول، بل نداء لضمير العالم، بأنه إذا أراد وقف الحرب حقًا، فليبدأ بالعدل، لا الإملاء.
في تقديري، ستُروَّج السردية القادمة من قِبل ترامب وإسرائيل على أساس أنهم المتحكمون في مجريات الأحداث والعالم. وسيكون العنوان المحتمل: “حماس هي من بدأت الهجوم في السابع من أكتوبر، ونحن من أنهيناه في السابع من أكتوبر.”
وهنا، سيعتبر البعض أن ترامب يستحق جائزة نوبل للسلام، تلك الجائزة التي لطالما سعى خلفها بجنون، وكرّس جهوده لتحقيق صورة “صانع السلام”، ولو على أنقاض الحقيقة والعدالة، وايضًا على انقاض 70 الف شهيد في فلسطين!

