بقلم: أ. إيمان بهاء العقاد
كاتبة
لأن الحرية لا تقبلُ ثمنًا سوى دماء الشهداء، يفرحُ الأسرى بخجلٍ وحياء، لأن مصاب شعب غزة جلل، وجراحٌ خضراء لم تتجلّط، فمراسمُ دفنٍ وتنقيبٍ عن أشلائهم الطاهرة لم تبدأ لتنتهي، بل وقفةٌ لاستيعاب هول الفقد والفراغ، هدنةٌ للبكاء رثاءً للأهل، ولمن سبق إلى السماء، وقفةٌ في مسرح الجريمة بلا ضحايا يستصرخون، لكن صوتهم في صدى المكان يئنُّ بالنجدة.
تأبى الحجارةُ، كما أهلها، نسيان شهادتها المروعة عن الموت، شاب بحرها، والتحى عجزًا منه أن يعيدَ أحبّته، مكتفيًا بذكرى منهم على شطّه كلما حرّكه الحنين. شاخ أطفال المدينة من أصواتِ حربٍ أباحت تحجيم أحلامهم، فصار الحلم خبزًا وماءً وخيمة، يتقاسم أسرى غزة المحرَّرون كسرة الحلم مع أهلها، وتستحيل صلواتهم من الحرية إلى ما هو أشد من كسر قضبان سجن، لأن السجّان في السجن لا يقلّ بكثير عن حاله مع غزة، فهو نفسه يمارس ساديّته دون عنصرية أو عطف. ربما كان السجن منّة ربّانية تحرّك فيهم شوقًا لأمل يعزلهم عن أخبار موتٍ واستشهادٍ محجوبةٍ عنهم دون حرية، وربما لم تكن تراتيلهم في مقامها، فالحريةُ سجنٌ دون وجود ذريعتها.


نُشيّعهم ولا نودّعهم فالشهداء لا يرحلون…
يتركون فينا وطنًا ينبض رغم القيد والدم 💔
المجد للشهداء، والحرية للأسرى، والنصر لفلسطين 🇵🇸