بقلم: أ. بسمة زهير أبو جبارة
كاتبة أدبية
مدينة غزة تُؤخّر ساعتها ستين دقيقة، تودّع التوقيت الصيفي وتستقبل الشتوي، كأي مدينةٍ أخرى على هذا الكوكب.
لكن… أيُّ زمنٍ هذا الذي يتبدّل فيها الوقت بينما الزمن فيها متجمّد منذ عقود؟
تتأخر ساعة غزة… لكنّ تأخرها الحقيقي ليس في عقارب الوقت… بل في عقارب العدالة والضمير الإنساني.
كأنها مدينة عالقة بين الأمس والغد، لا يزورها “اليوم” أبدًا.
يؤخّرون الساعة، لكن من يعيد عقارب الإنسانية التي توقّفت عن الدوران منذ زمن؟
من يعيد الزمن الذي سُرق من الطفولة… والشباب الذي ضاع؟!
من يُعيد إلى غزة سنواتها التي ضاعت في الحصار، وقرونها التي انتظرت فيها أن يتحرّك العالم خطوةً نحوها؟
تأخرت الساعة… كما تأخّر العالم في الفهم… في الموقف… في الغضب…
تأخر العالم في إدراك أن غزة ليست خبرًا عابرًا وأن شهداءها ليسوا أرقامًا…
الوقت في غزة لا يُقاس بالساعات، بل بالصبر.
وفي كلّ مرةٍ يؤخّرون فيها الساعة، تشعر غزة أن العالم قد تأخر عنها عامًا آخر من العجز والصمت.

