بقلم: أ. غادة طبش
ناشطة إعلامية
لا كلماتٌ تصف الشعور ،ولا أدباءٌ يصفون حق التعبير والإبداع.
دروس تدّرس في أرض الكرامة والعزة فقط “أرض الرجال” غزة وأسود في الميدان،هاماتٌ لا تنحني رغم الظروف، شخصياتٌ لا تهاب الذلة والانكسار والاستسلام، سواعدٌ بالشجاعة والعزيمة تحلّت وتجلّت أمام أعتى الرياح وأشدها بأساً.
كبرياءٌ لا مثيل له ، نظراتٌ كالصقور تُراقب وتُعاين في كل الإتجاهات .
هي لحظاتٌ تاريخيّة تُكتب وتُدون في كتب التّاريخ ،لِتبقى مرجِعاً في صناعة الرجال والأحرار .
مشاهد ٌ تُعرض للمرة الأولى في بثٍ مُباشر غير قابل للزيادة والنقصان ،سيناريو مُعد بإحكام وحكمة ،من إعداد وإخراج ثلةٌ من الأبطال الحقيقيين،وهتافاتٌ تتعالى من كلّ حدبٍ وصوب ،تكبيرات وتهليلات بالبقاء والصمود رغم كلّ شئ.
وصدق الشاعر حينما قال:
يحسبون يا وطني بأنّنا كالأعواد الهشّة
إذا داسوا علينا ننكسر..
ولكنّنا كالألغام إذا داسوا علينا ننفجر
اليوم في غزة بدأت المرحلة الأصعب، والبقاء فيها للأقوى والأعنف!
غزة التي تحارب العالم أجمع وحدها، تُركت وحدها كما تُرِگ يوسف من قِبل إخوته ليواجه مصيره وحده.
فمهما فعل العالم لم ولن يُوفي غزة حقها في مقدار الدروس والعبر التي لقنتها للأمّة وعلمائها ودعاتها وجماعاتها وأفرادها خلال ما يقارب العام والنصف.
لتبقى غزة شوكة عالقة في حناجر العالم المتخاذل والمطبع.