بقلم: أ. صائب جمال أبو جزر
ماجستير قانون عام
أولًا، يجب أن تعرف أن فكرة الاعتراف الدولي تندرج تحت مبادئ القانون الدولي العام!
وفكرة الإعتراف المتبادل بين الدول لها الكثير من الآثار التي ترتب التزامات ومسؤوليات بين الأطراف، والإعتراف هو أحد خصائص تكوين الدولة الحديثة.
ويمنح الدولة في المجتمع الدولي حقوقًا مختلفة، كحق تبادل التمثيل الدبلوماسي، وحق الانضمام إلى عضوية المنظمات الدولية والإقليمية، وحق التفاوض مع الدول الأخرى، كما يلقي عليها بالمقابل واجبات والتزامات تتحمل مسؤوليتها.
لكن لماذا تحاول دولة الاحتلال الإسرائيلي منع اعتراف الدول الكبرى بفلسطين كدولة؟
يفسر ذلك قيام دولة الاحتلال وأمريكا بفرض عقوبات اقتصادية وعسكرية بحق فلسطين دومًا في حال قيام الأخيرة بالسعي نحو إقرار اعترافات دولية.
ولأن الاعتراف أحد خصائص الدولة، سعت السلطة الفلسطينية، وضمن التوجهات الدبلوماسية التي تقوم بها، إلى محاولة اكتساب الإعتراف بها كدولة من قبل الدول وكذلك المنظمات الدولية، ولأن الاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة يعني إضفاء الصفة الكاملة في ملاحقة الاحتلال الصهيوني دون وكيل، وهذا ما لا يصب في مصلحة الإحتلال الإسرائيلي.
لذلك تعرقله في كل مرة.
- ولإدراك أهمية الاعتراف، انظر كم مرة استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية حق الفيتو ضد فلسطين لإعاقة تحقيق الإعتراف الكامل لفلسطين في الأمم المتحدة.
كم عدد الدول المعترفة بفلسطين؟
على الرغم من محاولات التضييق على فلسطين، إلا أنه قد اعترفت بفلسطين كدولة 147 من أصل 193 دولة من أعضاء الأمم المتحدة.
ما النتائج المترتبة على اعتراف فرنسا بفلسطين كدولة؟
بالنظر إلى الحالة المشوشة في المنطقة، نرى أن هناك الكثير من التساؤلات التي يمكن أن تطرح، ومنها:
– هل خرجت فرنسا عن طوع الولايات المتحدة الأمريكية؟
– هل ستعترف فرنسا بفلسطين كدولة في يونيو المقبل، أم أن القضية الفلسطينية هي الأرض الخصبة والوسيلة الأمثل للتفاوض على إلغاء قرار ترامب بشأن الضرائب المفروضة على أوروبا والعالم، أي أن تصريح الرئيس الفرنسي “أداة للضغط”؟
لا أريد إستباق الأحداث، لكني لا أمن مكر فرنسا، ولن أُصرح بهذا الآن. يكفيني التشكيك في أن أمرًا يُحاك ضد المنطقة، أو قد يكون الضمير الفرنسي استيقظ ليُنقذ ما تبقى من شعبنا المقهور!
موقف دولة الإحتلال الإسرائيلي من إمكانية اعتراف الرئيس الفرنسي “ماكرون” بفلسطين كدولة:
ففي الجانب الإسرائيلي، ندّد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر بإعلان الرئيس الفرنسي أن باريس قد تعترف بدولة فلسطين في يونيو القادم، معتبرًا أن ذلك سيكون “مكافأة للإرهاب”، ومعتبرًا أن “هذه الأفعال لن تجلب السلام والأمن والاستقرار إلى منطقتنا”.