بقلم: أ. صائب جمال أبو جزر
ماجستير قانون عام.
عن فكرة الاعتراف
فكرة الاعتراف بدولة فلسطين ليست جديدة، لكن ما يجري الآن يمثل طفرة نوعية: عدد من الدول التي لطالما كانت تتحفظ أو تنتظر شروط السلام، باتت تعلن رسميًّا أنها تعترف بفلسطين كدولة ذات سيادة. هذا الاعتراف ليس شعارًا فقط، بل هو رسالة سياسية ودبلوماسية تحمل دلالات قوية على الساحة الدولية، وتغيّر في موازين التأييد الفلسطيني.
ما هي الدول التي اعترفت اليوم بفلسطين كدولة؟
– المملكة المتحدة: أعلن رئيس الوزراء كير ستارمر أن بريطانيا تعترف رسميًّا بدولة فلسطين.
– كندا: مارك كارني أعلن اعتراف كندا بدولة فلسطين أيضًا.
– أستراليا: أعلنت أستراليا، بصوت رئيس وزرائها أنتوني ألبانيزي، أنها أصبحت تعترف بفلسطين.
– وكذلك اعلنت كل من فرنسا، والبرتغال، ومالطا انها ستعترف بدولة فلسطين، في هذا الشهر…
كم أصبح المجموع العام للدول المعترفة بفلسطين؟
– حتى أبريل 2025، كان عدد الدول التي تعترف رسميًا بدولة فلسطين 147 دولة من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة.
– ومع انضمام هذه الدول الثلاثة مؤخرًا (بريطانيا، كندا، أستراليا)، يصبح العدد التقريبي حوالي 150 دولة.
ما هي القيمة المعنوية والمادية من الاعتراف؟
القيمة المعنوية:
– تعزيز الكرامة الوطنية الفلسطينية، وإعطاء الشعب الفلسطيني دفعة نفسية مهمّة بعد سنوات من النضال والرفض الدولي.
– مؤشر على تغير عالمي في الرأي السياسي والدبلوماسي تجاه القضية الفلسطينية، وإقرار بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير.
– إضفاء شرعية إضافية للدولة الفلسطينية في المحافل الدولية.
القيمة المادية، العملية:
– يسهل إقامة علاقات دبلوماسية رسمية جديدة، مثل تبادل السفراء والبعثات.
– قد يؤثّر على موقف الدول المانحة، والمنظمات الدولية؛ لأن الاعتراف الرسمي يعزز المطالب الفلسطينية في المحافل مثل الأمم المتحدة أو المحاكم الدولية.
– يدعم قدرة فلسطين على الانخراط في المعاهدات والبروتوكولات الدولية ذات الصلة بالحقوق والسيادة.
كيف ردت دولة الاحتلال على هذه الاعترافات؟
– إسرائيل أدانت هذه الخطوات واصفةّ إياها بأنها مكافأة للـ”إرهاب” ــ كما تقول حسب تعبيرها.
– رفضت بعضها بأنها تأتي بدون شروط كافية، وأنها لا تُغيّر الواقع على الأرض ما لم يصاحبها فعل دبلوماسي وقانوني ملموس مثل الاعتراف فى الأمم المتحدة أو ضمانات أمنية.
– إسرائيل تعرّضت للضغوط الدبلوماسية، وأبدت تحذيرات من أن هذه التحركات قد تضر بأي مفاوضات مستقبلية، وقد تدفع لردود فعل سياسية أو اقتصادية.
– وقد قررت دولة الاحتلال بضم يهودا والسامرا.
خاتمة: لماذا الوحدة العربية ضرورية الآن؟
في زمن تتلاشى فيه الحدود التقليدية ويُعاد رسم الخارطة بالقوة السياسية والدبلوماسية، يصبح الاعتراف الدولي بفلسطين علامة فارقة. لكن القيمة الحقيقية ليست فقط في تغيير الأسماء على الخرائط، بل في ما يليه من خطوات: التضامن الفعلي، الضغط الدولي، العمل القانوني، والإرادة الموحدة.
إذا كانت الدول اليوم تعترف، فعلينا نحن العرب أن نستلهم هذه اللحظة — أن نوحد صوتنا، نقف خلف مطالب العدالة، ونجعل الاعتراف لا يكون انتصارًا رمزيًّا فحسب، بل ملحمة حقيقية لحقوق الشعب الفلسطيني، تسير بأرض الواقع.

