بقلم أ. علم الدين ديب.
محامً ومهتم بالشأن الفلسطيني.
ما خفي أعظم؟

ما خفي اعظم
حقيقة تلك العبارة الشهيرة التي أطلقها أحد أبناء الشبيبة الفتحاوية والمفوض بأسمها في احدى المناظرات قُبيل انتخابات مجلس طلبة الجامعة الاسلامية عام 1987م وهو المناضل الفتحاوي اللواء (عبد الحكيم الجعيدي) والتي جاءت عنوان لبيان أطلقته الشبيبة الفتحاوية رداً على بيان اطلقته الكتلة الاسلامية حاولت فيه تغيير الحقائق بعد خسارتها في المناظرة أمام فتح وشبيبتها.
ومع مرور الوقت كما هي المحاولات المتكررة لاخفاء حقائق تؤكد بأن طريق النضال والتحرير خطت حركة فتح جزءًا عظيمًا منه، إلا أن تلك المحاولات دوماً مآلها الاندثار والزوال وأن الشمس لا يمكن أن تغطى بالغُربال، وما يجب على حركة حماس أو أي فصيل يحاول طمس وتزيف حقائق سُطرت ببطولات ودماء مناضلين فلسطينيين تمسكوا بالأرض وتشبثوا بالنصر أن يعلم أن تلك هي محاولات واهية فلا يمكن أن تعيش على مبدأ نحن أو هم.
لأن الأرض تتسع للجميع مدام هناك رابط بين تلك الأحزاب، أرض فلسطين للجميع ومن يحافظ عليها يستحق البقاء عليها، وهنا نستذكر بيت الشعر العظيم “لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيق”.
المحاولات الدائمة لتعزيز الشرخ الفلسطيني التي تتماشى مع مخططات الاحتلال الاسرائيلي لا يمكن أن تكون نابعة من ضمير ووجدان فلسطيني خالص، لأن حقيقة ذلك الأمر هو محاولة اغراق للقضية الفلسطينية في وحل الأزمات واشغال الفلسطيني في همومه الداخلية والمنافسة على الادارة والحكم، في ظل التشتت الكبير والاضعاف المنظم لبنيان وهيكل النضال الفلسطيني، فغياب الوحدة الفلسطينية شكل بيئة خصبة لتعزيز الاستيطان في فلسطين وتشتيت للقرار، ودائما من يدفع ضريبة ذلك هو المواطن لأن مخططات الاحتلال تستهدف بالأساس الوجود الفلسطيني وتعني بالتضييق عليه.
بكل المقاييس والحسابات لا يمكن لأي حر أن يصطف بجانب محتله وأن يرى وطنه ينزف شئ فشيء دون الإكتراث لذلك، إلا إذا كان يتغذى من ذلك النزيف ويتعايش مع تلك الظروف، وهنا يجب الحديث عن أهمية وضرورة الوحدة الفلسطينية كمصدر أساسي لبناء وتقويم استقلال الدولة وحماية سيادتها، وما يقف عثرة أمام ذلك هو الانقسام الفلسطيني الذي خلق حالة مأساوية يصعب تجاوزها على مدار ثمانية عشر عاماً.
الوحدة هي سبيل للنهوض!
ثبت بالدليل القاطع أن الوحدة الفلسطينية هي السبيل الوحيد نحو النهوض بالواقع واستعادة السيادة المفقودة بعد التشتت الكبير في الرأي والقرار، لذلك ما زال الاحتلال متمسكاً بضروره بقاء حاله الانقسام قناعه بمبدأ فرق تسد وفي محاولة مستمرة لتمرير صفقاته في ظل تردي وتراجع الأوضاع في فلسطين، حيث أن الوحدة الفلسطينية تشكل الحصن المنيع والجدار الحقيقي لحماية مشروعنا الفلسطيني من أي محاولة للتشويه او الهدم.

الوحدة الوطنية الفلسطينية