القلم الفلسطيني
  • الرئيسية

  • المقالات

  • الأبحاث

  • القصص

  • الأنشطة والفعاليات

  • تواصل معنا

  • الرئيسية

  • المقالات

  • الأبحاث

  • القصص

  • الأنشطة والفعاليات

  • تواصل معنا

خطة ترامب من منظور ضيق!

خطة ترامب من منظور ضيق!
30/09/2025 | 0 تعليقات

بقلم: أ. عبد العزيز عرفة

محامٍ فلسطيني، وناشط قانوني.

 

لأول مرة سيكون مقالي مخالفاً لـعُرْف الكتابة وعكس التيار. فلن أكتب هذه المرة من منظور واسع وأفق أرحب، بل سأنقلكم معي إلى وجهة نظر من منظور ضيق.
حيث أننا لو سألنا مواطناً بسيطاً من القطاع _وأقصد بالبساطة هنا سطحية التفكير وانخفاض الطموح وضيق الأفق_ هذه الشخصية بالمناسبة تمثل الأغلبية شئنا الاقتناع أم أبينا؛ ليس لأننا شعب جاهل، بل لأن الظروف حتمت علينا التفكير بالأساسيات فقط، ولم تترك مجالاً لأي تفكير منطقي أو استراتيجي بعيد المدى.
هذه الشخصية التي سنسلط عليها الضوء، سنجد صاحبها يعاني على كافة الأصعدة، بل إنه أصبح يعاني من أصعدة مستحدثة وليدة الحرب لم نكن نتخيل أن نعاني منها من قبل. فهذا المواطن يستيقظ صباحاً ولديه جدول أعمال مزدحم جداً.

فأولاً: عليه توفير المياه للخيمة التي تقطنها عائلته حتى يتمكنوا من تنظيف الأواني والتغسيل والاغتسال إلخ….
وثانياً: عليه انتظار موعد قدوم شاحنات المياه الصالحة للشرب حتى يقف في الطابور الخاص بـجالونات المياه كي يتمكن من الحصول على حصته اليومية من ماء الشرب.
أصبحنا في الظهيرة وحان موعد إعداد الوجبة الرئيسية وإطعام مَن يعيلهم، وهو أمام خيارين أحلاهما مُرّ.

الخيار الأول: أن يكون من سعداء الحظ الذين يملكون تِكْيَة في مخيمهم، وحينها عليه الوقوف في طابور طويل جداً للحصول على حصة عائلته من الطعام. أما الخيار الثاني: فهو سعيه للحصول على الحطب وشراؤه بمبلغ يفوق أسعار البترول نفسه، ناهيك عن ازدحام السوق أثناء شراء حاجيات الطبخ، فنحن الآن أكثر من مليون ونصف مجتمعين في بقعة لا تكفي عشرة آلاف. ولتزداد المعاناة أكثر، ظهرت لنا ما تسمى بالسيولة (النقدية)؛ حيث إن من لديه مدخرات في البنك، أو مَن يتلقون رواتب من الموظفين، مضطرون للتخلي عن نسبة من أموالهم وصلت إلى 50% حتى يتمكنوا من الحصول عليها نقداً، أي مَن يتلقى راتب ألفي شيكل يحصل عليهم ألف شيكل نقداً. وليزداد الأمر سوءاً فوق سوئه، اهترأت العملة، وأصبح التجار وحتى أصحاب البسطات لا يقبلون بأي عملة مهترئة، مما جعل شراء أبسط الحاجيات أمراً مُعقّداً جداً.

وحين يعود من هذه المَعْمَعة، يكون العجين في انتظاره حتى يذهب به لأقرب فُرْن بدائي كي يقف في الطابور مرة أخرى للحصول على الخبز، فنكون قد تجاوزنا العصر في التوقيت.
أكثر من عشر ساعات من الأشغال الشاقة ومَلَل الانتظار وتحمل الازدحام فقط لتوفير المياه وطعام الغداء. ليس هنالك وقت للراحة، فعليه الآن أن يسعى كي يوفر النقود التي يحتاجها كي يسد ما يمكن سداده من الحاجات الأساسية، وهو الآن أيضاً أمام خيارين: الأول وهو الغالب، أن يفتتح بسطة يبيع فيها ما يمكن أن يشتريه النازحون: مواد تموينية، شوادر وخيام، منظفات إن تَوَفَّرَت وسُمح لها بالعبور.

أما الخيار الثاني: فهو سلوك أحد طريقين كلاهما أصعب من الآخر؛ فإما الذهاب لـنقطة المساعدات الأمريكية، أو الذهاب لـنقاط مرور شاحنات المساعدات. وفي كلتا الحالتين فهو مطالب بالركض والتدافع والمزاحمة تحت وابل من الرصاص الحي كي يتمكن من الحصول على ما يستطيع الوصول إليه وحمله، هذا إن تجاوزته رصاصات القناصين، وأسعفته لياقته وصحته في السرعة والتدافع. وعليه أن يحمل ما قد جَمَعَه إما لبيته أو للسوق كي يبيعه ويشتري ما يلزمه من خضار أو مواد تنظيف أو أدوية، فهذه الأصناف غير متوفرة في نقاط المساعدات ولا في الشاحنات المحملة بالمساعدات.
يحل الليل بجسد مُنْهَك جداً (أكثر من مُنْهَك)، أضف إلى ذلك أن كل هذا المجهود يبذله جسد لا يحصل على التغذية الجيدة أساساً.

وأنوه إلى أن هذا الروتين اليومي يعتبر يَسِيراً في حياته؛ فقد يتضاعف العذاب والمجهود إن أَلَمَّتْ به أو بأحد مِمّن يعيلهم وعكة صحية، وهو الأمر الذي يعتبر وارداً وبشدة في ظل سوء التغذية، والأمراض المنتشرة، والرعاية الصحية المفقودة، وظروف السكن اللاآدمية في الخيام التي لا تقي برداً ولا تشفع من حر، والأسوأ: التعرض للإصابة جراء القصف. فحينها عليه خوض غمار المستشفيات المتبقية في القطاع التي امتلأت عن بكرة أبيها مرضى وجرحى. طوابير الانتظار للكشف تليها طوابير الانتظار للتحاليل، ثم إن حالفه الحظ وكان العلاج متوفراً سيقف في طوابير الانتظار للحصول عليه.

وإن كان من البؤساء الذين يعيلون طفلاً رضيعاً أو مُسِناً مُقعَداً، فحينها أضف للصراعات الماضية صراعاً يفوقهم بأساً، ألا وهو صراع الحصول على الحليب والحفاظات، والتي إن توفرت فتكون أسعارها تفوق ما يمكن أن نتخيله. والمطلوب من هذا المواطن الفاقد لمصدر دخله والذي لا يجد الوقت أصلاً لتوفير مصدر دخل بديل يكفي لتوفير كل هذه المتطلبات أن يدفع الثمن كي يجد طفله حليباً أو حفاظة، أو كي يجد مَن يعيلهم من المسنين حفاضات كبار السن، أو الأدوية التي تبقيهم على قيد الحياة، أو تخفف من آلامهم.
إن ما سبق سرده من يوميات هو مقدمة كان لا بد منها كي يكون مقالي مفهوماً وواقعياً.

فالشخص الذي سردنا يومياته في المقدمة لا يرى الصراع الحالي بمنظور واسع، ولا يتحسس من الأخبار سوى ما يتعلق بهمومه منها، وهي تنحصر في الطعام والشراب والدواء فقط لا غير. فهذا المواطن أصبح يخشى النزوح كونه لا يقدر على تكاليفه أكثر من تمسكه بفكرة الأرض نفسها، أصبح ينتظر الوصول إلى هدنة فقط ليستريح ولو قليلاً في السعي لتوفير الحاجات الأساسية، فالهدنة بالنسبة له تعني توفر السلع الغذائية بأسعار قد يتحملها، والحصول على شوادر للخيمة، ورعاية طبية أفضل قليلاً، وفرص إصابة أقل كون الغارات والقصف قد توقف.

لا يعنيه مفتاح تبادل الأسرى، ولا يهتم بخطوط الانسحاب للجيش إلا لو كان يأمل أن يجد تحت ركام بيته ما قد يَنفعه. لا يفكر أصلاً في تداعيات الصفقة على المدى الاستراتيجي الطويل على القضية الفلسطينية، ليس لأنه خائن أو مفرط في القضية، ليس لأنه انهزامي ومستسلم. بل على العكس من ذلك، فلو كان خائناً ومفرطاً لاختار الجانب الإسرائيلي الذي قدم المغريات والتسهيلات لمَن يعملون لصالحه، وقد رأينا ثلة فعلت ذلك. ولو كان انهزامياً أو مستسلماً لسمعتم عن أرقام مُرعبة في حالات الانتحار.
الأمر أبسط من ذلك بكثير، هو بهذه العقلية لأنه مُتعَب، وليس لديه المجال أصلاً للتفكير فيما هو أعمق، ليس لديه الرفاهية ليطالب بوطن، ولم تعد طاقته تكفي ليحتمل ويصبر حتى يحصل على الأفضل. مَن فقد عزيزاً لن يعز عليه شيء سوى فقد عزيز آخر، مَن ذاق مرارة الإهانة وانعدام الكرامة والإنسانية وانعدام الأمن سيضحي بأي شيء لاسترجاعهم. لن يفرط بل سيضحي، ليس سعيداً وهو يرى قضيته على أعتاب التصفية، لكنه مُجبَر ليحصل على قوته وقوت عياله، مُجبَر ليسترد ولو جزءاً من كرامته، مُجبَر ليستريح من شبح الخوف الذي خيم على صدره طوال أعوام دون كلل.

بالمختصر المفيد:

هناك شريحة من أهل القطاع أجزم بأنهم الأغلبية، لم يقرأوا البنود الإحدى والعشرين كلها بتمعن وتحليل، لم يقرأوا سوى البند المتعلق بالمساعدات وكذلك المعابر وإعادة الإعمار والأهم وقف الحرب نهائياً. أما مَن يحكمنا ومَن يتركنا، مَن سيتحرر ومَن سيلقي السلاح ومَن سيمسكه، فكلها بنود ليسوا في رفاهية مناقشتها وتحليل أبعادها ونتائجها على المدى الطويل. الأولوية بالنسبة لهم: وقف المجزرة وحرب التجويع، أما ما دون ذلك فلا يمكن لهم التشبث به حالياً، فقد بُتِرَت أطرافهم.
مُتعَبون لا يبحثون سوى عن استراحة ولو منقوصة، فقط استراحة.

هل يكونوا بذلك قد خذلوا الوطن والأجيال القادمة من الفلسطينيين؟
في رأيي المتواضع: لا.

بل هم مَن تُم خذلانهم، هم مَن جاعوا وطولبوا بالصبر دون طعام أو محاولة إطعام، هم مَن نزحوا وطولبوا بالثبات داخل خيمة تزيد الحر ولا تقي من البرد ولا المطر، هم مَن قُتِلوا وذُبِحوا وفقدوا دون أن يُحَرِّك أحدهم سوى عداد الأرقام. هم مَن فقدوا كرامتهم وإنسانيتهم ومهنهم ومكاناتهم العلمية والعملية وطولبوا بالتعقل والتحلي بالكرامة والشجاعة.
هم مَن تم خذلانهم ولم يخذلوا أحداً. هم مَن تم التفريط بهم ولم يفرطوا بشيء. هم مَن صبروا وضحوا، وإن ضاعت القضية فلا يَلُمْهُم أحد. بل لوموا مَن امتلك القدرة وتراجع، مَن كان بيده أن يساند، وآثر الحياد، مَن كان بيده أن يدافع وآثر السلامة.

بل إن هذه الشريحة، وإن شئنا الإنصاف، مَشكورون:

مَشكورون على ثباتهم حتى الآن، على صبرهم، على تضحيتهم بينما العالم يشاهد. لا تلوموا مَن طلب الراحة بعد العناء، بل لوموا مَن لم يرفع عنه هذا العناء.

ولو كان انهزامياً أو مستسلماً لسمعتم عن أرقام مُرعبة في حالات الانتحار.

الأمر أبسط من ذلك بكثير، هو بهذه العقلية لأنه مُتعَب، وليس لديه المجال أصلاً للتفكير فيما هو أعمق، ليس لديه الرفاهية ليطالب بوطن، ولم تعد طاقته تكفي ليحتمل ويصبر حتى يحصل على الأفضل. مَن فقد عزيزاً لن يعز عليه شيء سوى فقد عزيز آخر، مَن ذاق مرارة الإهانة وانعدام الكرامة والإنسانية وانعدام الأمن سيضحي بأي شيء لاسترجاعهم. لن يفرط بل سيضحي، ليس سعيداً وهو يرى قضيته على أعتاب التصفية، لكنه مُجبَر ليحصل على قوته وقوت عياله، مُجبَر ليسترد ولو جزءاً من كرامته، مُجبَر ليستريح من شبح الخوف الذي خيم على صدره طوال أعوام دون كلل.

بالمختصر المفيد:

هناك شريحة من أهل القطاع أجزم بأنهم الأغلبية، لم يقرأوا البنود الإحدى والعشرين كلها بتمعن وتحليل، لم يقرأوا سوى البند المتعلق بالمساعدات وكذلك المعابر وإعادة الإعمار والأهم وقف الحرب نهائياً. أما مَن يحكمنا ومَن يتركنا، مَن سيتحرر ومَن سيلقي السلاح ومَن سيمسكه، فكلها بنود ليسوا في رفاهية مناقشتها وتحليل أبعادها ونتائجها على المدى الطويل. الأولوية بالنسبة لهم: وقف المجزرة وحرب التجويع، أما ما دون ذلك فلا يمكن لهم التشبث به حالياً، فقد بُتِرَت أطرافهم.

مُتعَبون لا يبحثون سوى عن استراحة ولو منقوصة، فقط استراحة.

هل يكونوا بذلك قد خذلوا الوطن والأجيال القادمة من الفلسطينيين؟

في رأيي المتواضع: لا.

بل هم مَن تُم خذلانهم، هم مَن جاعوا وطولبوا بالصبر دون طعام أو محاولة إطعام، هم مَن نزحوا وطولبوا بالثبات داخل خيمة تزيد الحر ولا تقي من البرد ولا المطر، هم مَن قُتِلوا وذُبِحوا وفقدوا دون أن يُحَرِّك أحدهم سوى عداد الأرقام. هم مَن فقدوا كرامتهم وإنسانيتهم ومهنهم ومكاناتهم العلمية والعملية وطولبوا بالتعقل والتحلي بالكرامة والشجاعة.

هم مَن تم خذلانهم ولم يخذلوا أحداً. هم مَن تم التفريط بهم ولم يفرطوا بشيء. هم مَن صبروا وضحوا، وإن ضاعت القضية فلا يَلُمْهُم أحد. بل لوموا مَن امتلك القدرة وتراجع، مَن كان بيده أن يساند، وآثر الحياد، مَن كان بيده أن يدافع وآثر السلامة.

بل إن هذه الشريحة، وإن شئنا الإنصاف، مَشكورون:
مَشكورون على ثباتهم حتى الآن، على صبرهم، على تضحيتهم بينما العالم يشاهد. لا تلوموا مَن طلب الراحة بعد العناء، بل لوموا مَن لم يرفع عنه هذا العناء.

أيها الصهيوني المتغطرس… كم جدارًا ستبني لتحجب شمس فلسطين؟
بقلم: أ. ياسمين عبد السلام هرموش أيها الصهيوني المتغطرس…
في اليوم العالمي للمسنين... لايف للإغاثة والتنمية: ندعو للتدخل العاجل لتوفير الرعاية الصحية والغذاء والدواء لكبار السن في غزة!
في اليوم العالمي للمسنين... لايف للإغاثة والتنمية: ندعو للتدخل العاجل لتوفير الرعاية الصحية والغذاء والدواء لكبار السن في غزة!

  • الإعلان التاريخي: حسين الشيخ خلفا للرئيس عباس قراءة من منظور دستوري وقانوني!

    الإعلان التاريخي: حسين الشيخ خلفا للرئيس عباس قراءة من منظور دستوري وقانوني!

    بقلم: أ. محمد زياد حسونة باحث، ومحامي فلسطيني   في 26 أكتوبر 2025 أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس إعلان دستوري يحدد... الإعلان التاريخي: حسين الشيخ خلفا للرئيس عباس قراءة من منظور دستوري وقانوني! اقرأ المزيد
  • ٍالمرأة الشاعرة في العصر الجاهلي: حضور الصوت وتشكّل الصورة

    ٍالمرأة الشاعرة في العصر الجاهلي: حضور الصوت وتشكّل الصورة

    بقلم: أ. مجيدة محمدي باحثة، وشاعرة تونسية   يُعَدّ العصر الجاهلي من أبرز الحقب التي يتأسس عليها الوعي الأدبي العربي،... ٍالمرأة الشاعرة في العصر الجاهلي: حضور الصوت وتشكّل الصورة اقرأ المزيد
  • غزة… ساعة مؤجلة وعدالة غائبة

    غزة… ساعة مؤجلة وعدالة غائبة

    بقلم: أ. بسمة زهير أبو جبارة كاتبة أدبية مدينة غزة تُؤخّر ساعتها ستين دقيقة، تودّع التوقيت الصيفي وتستقبل الشتوي، كأي... غزة… ساعة مؤجلة وعدالة غائبة اقرأ المزيد

اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عن القلم الفلسطيني

بالقلم الفلسطيني... نافذتك لفهم القضايا الاستراتيجية بعين فلسطينية، حيث نرسم الواقع ونكتب المستقبل
  • الرئيسية

  • المقالات

  • الأبحاث

  • القصص

  • الأنشطة والفعاليات

  • تواصل معنا

  • Instagram
  • Telegram Broadcast
  • WhatsApp
  • RSS
By Wael Aldaghma