محمد أيمن عصفور
وُلدت بتاريخ 26 يناير 2000 في غزة.
في 18 يناير 2019، كنتُ هناك، بين صفوف المشاركين في مسيرات العودة، أؤمن بحقي وأحمل حلمي فوق كتفي. لكن رصاصة غادرة غيّرت مجرى حياتي في لحظة. إصابة بالغة، أعقبها سلسلة طويلة من العمليات الجراحية، حتى جاء القرار القاسي: البتر. كان ذلك في 9 فبراير 2019.
مرّت الأيام ثقيلة، ومرّت الشهور، عامٌ كامل وأنا أحاول التكيّف مع جسد لم أعتده بعد. الألم لم يكن جسديًا فقط، بل نفسيًا أعمق، لكني كنت أتعلم كل يوم أن الإعاقة لا تعني العجز… بل تعني بداية جديدة.
نقطة التحوّل كانت حين انضممت إلى فريق “طيور الشمس” للدراجات. شعرت وكأن الحياة منحتني فرصة ولادة ثانية. على الدراجة، لم أستعد توازني الجسدي فحسب، بل استعدت ثقتي، وإيماني بنفسي، وحلمي. لم يعد الوصول إلى بطولة العالم مجرد خيال، بل هدف أقاتل من أجله.
رسالتي لك، إن كنت تمر بتجربة مشابهة: لا تنظر إلى البتر كـ”نهاية”، بل كفرصة لبداية لا تشبه أحداً. نحن لا نُهزم حين نخسر طرفاً من أجسادنا، بل حين نفقد إيماننا بأنفسنا. بالإصرار والإرادة، نُحوّل الألم إلى إنجاز… والمحنة إلى بطولة.

