بقلم: أ. صائب جمال أبو جزر
ماجستير قانون عام
خروج المتظاهرين في غزة ليست خيانة، وليسُ خدمة لأجندات خارجية، بل هو أمل الغريق في القشة التي قد تنجيه. إنها لحظات يأسٍ تمسك بكل فرصة ممكنة للتغيير، رغم أن البحر من حولهم عاصف والمستقبل غير واضح. لا يمكننا الحكم على الأفعال إلا إذا فهمنا السياق، فكل خطوة من هؤلاء المتظاهرين تحمل بين طياتها آمالًا وآلامًا، وأحلامًا في حياة أفضل، رغم الصعوبات والظروف القاسية.
لذلك اعلم أنهم ليسوا ضد المقاومة، فهم من هتفوا لها، ويهتفون، وسيهتفون، وكل ما في الأمر أنهم اتخذوا قرارًا ظنًا منهم أنه سينجيهم من بطش عدوٍ لا يرحم! وظلم احتلال انتهك كل شيء، وصمت العالم المتخاذل الذي يكتفي بالنظر، والذي قد يتأثر لحظة ثم يعود لحياته مرة أخرى!
لكن ما أخشاه في هذه الأحداث هو خبث الاحتلال في استخدام ما يحدث لتعزيز فكرة الانقسام الجغرافي الفعلي، الذي سيرهق القضية، وفصل مناطق الاحتجاج وتنصيب مختار أو كبير يتبع لها بحجة ضرورة الحفاظ على الحياة، وبذلك نكون قد وقعنا في مستنقع المكر، وتم استخدامنا بنجاح لزرع الفتنة، ونكون بذلك أداة كما كنا دوماً، ومبررًا للضغط على المقاومة الفلسطينية، وعلى حركة حماس! وحجة جاهزة “على المقاس” لاستمرار العدوان بحجة حماية الإنسان المحتج على حماس بصفتها إرهابًا!