بقلم: د. صدام سمير عصفور
هندسة الانتشار العسـكـري وخفاياه…

تسليم الاسرى
هندسة الأنتشار العسكري وخفاياه من جهة انتشر المئات من جنود الكتائب من النصف الشمالي للقطاع فقط والذي تم هرسه عسكرياً! المقاومة أخرجتهم مع احتمال قوي لقتلهم جميعاً بضربة صهيونية غادرة! المقاومة لم تخرجهم إلا بعد التأكد أن الغدر بهم لن يؤثر بالبنيان البشري للكتائب تأثيراً تقويضياً بالغاً!
إذا كان هؤلاء المئات هم كبش التضحية فقط “بمفاهيم العدو” وفي شمال غزة المدمر تماماً، فكم من الآلاف الذين لم تخرجهم المقاومة لدواعٍ أمنية! هذه اللطمة الأولى على وجه العدو، تلقاها كرسالة قاسية وفق هندسة المشهد العسكري الاحترافي للمقاومة…
من جهة أخرى، نتنياهو دأب على اقناع جمهوره بالصبر عليه للقضاء الكامل على حمـاس، واستهلك من طاقات شعبه سنة ونصف لاقناعهم بهذا ولم ينجح في اقناع شرائح واسعة منهم..
فكيف سينجح في اقناعهم بسنة ونصف أخرى بل بنصف سنة بعد مشهد ظهور المئات من عناصر المقاومة كعدد صغير أوّلي وفق حسابات أمنية للمقاومة ذكرناها بالاعلى! لا سيما بملابس جديدة نظيفة وسيارات ملمعة والكثير من تفاصيل الظهور المختارة بعناية والتي اعترفت المخرجة الإسرائيلية الشهيرة “عينات فايتسمان” بأنها ابداعية استثنائية! وقالت بالحرف: “يا للإخراج! هكذا يتم إخراج الإنتصار المطلق”.

تسليم الاسرى في غزة
مرة أخرى يظهر التفكير الاستراتيجي للمقاومة وفهمها الصحيح لإدارة المشهد مع المحتل سِلماً وحرباً… مقابل تفكير ضيق عاطفي لكثير من المُنظِّرين الذين طالبوا المقاومة بعدم إغاظة العدو بتلك المشاهد خوفاً من انقلابه على الاتفاق!
في الحقيقة قد يضطر العدو تكتيكياً إلى اللعب هنا أو هناك ومحاولة فرض أي مظهر للقوة وقد حدث بالفعل حين عرقل فتح محور نتساريم ليوم كامل وهذا يمكن فهمه إذا رأينا مستوى الغيظ والقهر والصدمة التي أبداها المستوى السياسي الإسرائيلي إلى الدرجة التي دفعتهم لمطالبة الوسطاء بالضغط على حـمـاس لعدم تكرار تلك المشاهد!!
أمام السيل الجارف من اتهامات الفشل لنتانياهو ومن غضب الساسة والإعلاميين والمؤثرين والعسكريين الإسرائيليين والاستقالات الكبرى لوزراء الكيان وقادتهم العسكريين بسبب ظهور المئات من عناصر المقاومة بمظهر مدروس بعناية.. هل سيخاطر نتانياهو بالعودة للحرب مرة أخرى؟
هو فاشل غارق في الفشل وقد يفعل أي شيء، لكن هذه المرة سيكون كل شيء مختلفاً.