بقلم: أ. غادة طبش
العذابُ على شفاهٍ تبتسم!
كم هو قاسٍ ذلگ الغياب ونحن مدركون تماماً أن لا رجوع بعدَه.
وكم هو قاسٍ ذلگ الحنين والاشتياق للبيتِ والذكريات والجمعات وأصوات الضحكات التي تتعالى شيئا فشيئاً من بين الأزقة والشوارع، ونحن على إدراك تام ببُعد المسافات فيتبقى مابقى من الذكريات مجرد ذكرى، وحنين، وشوق للأبد.
قمة البؤُس أن تُبكيگ ذاكرةٌ
بمنزلٍ كنت دوماً فيه تبتسم..
ربما الحياة تختار لنا مسارات مختلفة؛ لكنّها في غزة اليوم هي الأكثر إيلاماً وقهراً وصعوبة، تنسج لنا عذاباً من نوع مختلف، عذاب ينسج لنا تحدي أقوى وأكبر من سابقهِ.
يُقال أن الوقت والزّمن كفيلان بالنسيان، ومداواة العذابات المتكررة.
هل تعتقد ذلگ يا عزيزي القارئ؟

هل تعتقد ذلك؟
هل يقفل العذاب باب قلوبنا ويرتحل بعيداً باحثاً عن قلوب أخرى؟
عندما سألت إحدى السيدات عن ذلگ الحزن البائس بين نظراتها المتعبة قالت: لا عزيزٌ يُنسى ولو مرّ على فِقدانه ألف عام.
وتقول أخرى :لا شئ يُكسر ويُعاد ترتيبه من جديد إلّا وقد ترگ بصمة الوجع ومرارة الفقدان ولازال الوجع بقية.
باختصارٍ شديد الحياة اليوم في غزة أهدتنا الثبات، بعد أن جلدتنا بسياطٍ من الصدمات، غلبتنا بالمكتوب ونحن غلبناها بالصبر والرضا والثبات.