بقلم أ.علم الدين ديب
حرب غزة أين وإلى أين؟
في تلك الساعات، تدخل الهدنة في قطاع غزة حيز التنفيذ بعد استمرار حرب الإبادة لما يزيد عن 15 شهرًا، عانى خلالها المواطن الفلسطيني في قطاع غزة من كافة أشكال الدمار والخراب تحت بطش الاحتلال الإسرائيلي، وقصفهم المستمر ليل نهار. فمنذ نهار السابع من أكتوبر، اشتعلت نيران تلك الحرب ولم تهمد أبدًا، راح ضحيتها ما يزيد عن 50 ألف شهيد وعشرات الآلاف من الجرحى والمصابين. أضف إلى ذلك ما يزيد عن مليون نازح، كم هائل من الدمار والخراب هو محصلة 470 يومًا من الحرب.
متى انتهت وكيف انتهت؟
بتاريخ الخامس عشر من يناير لعام 2025، وبإعلان وزير الخارجية القطري، تلاه إعلان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، تم الإعلان عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بجهود إقليمية ودولية. على أن يدخل هذا الاتفاق حيز التنفيذ بتاريخ التاسع عشر من يناير 2025م أي بعد أربعة أيام وتم الاتفاق على أن تكون تلك الهدنة على ثلاث مراحل:
– المرحلة الأولى: التي تستمر مدة 42 يومًا، يتم خلالها إطلاق سراح الأسرى المحتجزين في قطاع غزة مع ضمان انسحاب الجيش الإسرائيلي من مناطق متفرقة في قطاع غزة، والسماح بعودة النازحين شمال وجنوب قطاع غزة إلى أماكن سكنهم تدريجيًا، إضافة إلى السماح بدخول المساعدات الإنسانية وبضائع التجار إلى قطاع غزة.
– المرحلة الثانية: وهي أيضًا تستمر مدة 42 يومًا، يتم خلالها استعادة باقي الأسرى الإسرائيليين المتواجدين في قطاع غزة، مع الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين من داخل سجون الاحتلال، وفي تلك المرحلة أيضًا يتم فتح معبر رفح البري حسب الاتفاق المعلن عنه، على أن تكون إدارة المعبر للسلطة الفلسطينية، والسماح بخروج الجرحى للعلاج، مع السماح أيضًا بعودة العالقين إلى قطاع غزة، وبداية الطريق نحو إعادة إعمار قطاع غزة.
القنبلة الموقوتة التي قد تفتك باتفاق الهدنة؟
تأتي بعد ذلك “المرحلة الثالثة”، والتي تستمر أيضًا مدة 42 يومًا، يتم فيها البدء الفعلي في إعمار قطاع غزة، إضافة إلى الحديث عن الوضع السياسي لقطاع غزة ومن سيحكم القطاع وقد يكون ذلك هو العائق الكبير أمام استمرار وقف إطلاق النار في ظل تمسك الإسرائيلي بضرورة إنهاء حكم حركة حماس في قطاع غزة، وتحديدًا بعد التصريحات المتعددة التي تحدثت عن الضوء الأخضر الأمريكي الذي أُعطي لنتنياهو لإعادة ضرب حركة حماس في حال قامت بإعادة بناء قوتها العسكرية في القطاع، وهذا ما قد يفتك باتفاق وقف إطلاق النار، وقد نعود مرة أخرى إلى المعاناة الحقيقية والقصف المستمر لقطاع غزة وأهله.
ضرورة استعادة الأسرى الإسرائيليين!
يعتبر ملف تبادل الأسرى هو الملف الأهم في تلك الصفقة، حيث إن الاحتلال الإسرائيلي يحاول بشتى الوسائل استعادة جنوده ومواطنيه الذين وقعوا في الأسر في السابع من أكتوبر وما قبله، إذ حاولت إسرائيل عدة مرات الوصول إلى أي معلومات حول أماكن احتجاز الأسرى، سواء بطرق استخباراتية أو عسكرية، ولكن فشلت الكثير من تلك المحاولات وهذا ما أجبر نتنياهو وحكومته على إبرام اتفاقية لاستعادة الأسرى.
مقابل ذلك يقوم جيش الاحتلال بالإفراج عن أسرى فلسطينيين مع الانسحاب من مناطق قام بإقتحامها الجيش الاسرائيلي بعد سابع من أكتوبر والسماح للنازحين بالعودة إلى بيوتهم مع ادخال المساعدات والبدء بإعاده اعمار قطاع غزة.