بقلم أ. علم الدين ديب.
قد يكون العيش في مدينة من احدى مدن قطاع غزة مختلف عن العيش في أي مدينة أخرى في العالم، ذلك المكان الصغيرة الذي عُرف بصراعاته المستمرة وبالحروب التي تكاد لا تتوقف نيرانها، وعُرف أيضا بالمشاهد المأساوية ومعاناة أهله في ظل حصار اسرائيلي خانق وتضيق وقتل ودمار وهجرة لخيرة شبابه، هذه هي غزة وهذا هو حال أهلها المتمسكين بأرضهم والمتشبثين بالحرية والاستقلال.
غزة أين وإلى أين!؟
لا يمكن أن يكون ذلك الحصار بلا سبب، فمخططات الاحتلال الاسرائيلي لا تتوقف لأهداف عديدة ولعل من أهم تلك المخططات هي فرض وأحكام السيطرة على فلسطين ككل وعلى قطاع غزة بشكل خاص وجعل تلك الدولة هي دولة ناقصة السيادة تماشيًا مع تطلعاته لاحتلال كامل أراضي فلسطين التاريخية وافراغ قطاع غزة من سكانه من خلال التضييق والحصار والقصف المستمر وذلك يأتي في اطار التغيير الديموغرافي الذي يسعى له الاحتلال الاسرائيلي لاقامة دولته المزعومة “ارض الميعاد” او “اسرائيل الكبرى”.
حرب غزة 2023م “طوفان الأقصى!
يعيش قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر لعام 2023م حربًا ضروس، يتابع أخبارها العالم أجمع ولكن للآسف الشديد ليس هناك أي قوة دولية أو اقليمية أوقفت تلك الحرب، ولقد بات واضحًا وجليًا سياسة المجتمع الدولي التي تتبع نظرية ازدواجية المعايير، فالقوانين والمعاهدات الدولية باتت لا تطبق إلا على الضعيف أما القوي ومن يقف خلفه فلا يمكن أن يوقفهم نص قانوني أو معاهدة دولية، فعلى مرأى ومسمع العالم أجمع يذبح ويقتل أهالي وسكان قطاع غزة على يد قوات الجيش الاسرائيلي المجرمة بتوجيهات من القاتل نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال ويقف خلفه سندًا ودعمًا في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية بإداراتها المتتالية سواء كان بايدن أم الرئيس القادم ترامب أم من سبقهما.
الموقف الأمريكي والدعم المستمر لاسرائيل!
أمريكا التي قدمت كافة أشكال الدعم اللوجستي والعسكري لاسرائيل، بالإضافة إلى التغطية الدولية وعدم السماح بإتخاذ أي قرار من شأنه أن يُضر بها -أي اسرائيل- ولوحظ ذلك من خلال الاستخدام المتكرر لحق النقض “الفيتو” أمام أي قرار يمس إسرائيل في ظل التغييب للعديد من النصوص والاتفاقيات التي تؤكد على حماية الانسان وحماية حقوقه وممتلكاته وعلى أحقية الفلسطينيين في الوجود الفلسطيني.
إضافة إلى كل ما ذكر وعلاوة على ما لم يذكر من مأسي وعذابات يعيشها المواطن الفلسطيني في قطاع غزة، إلا أن المواطن الفلسطيني يبقى متمسكاً بأرضه محافظاً على وجوده متحدياً قوى الشر في ظل الإيمان العميق بأحقية تلك الأرض الفلسطينية الكنعانية وان الاحتلال الى زوال تلك هي القناعة التامة والراسخة لأبناء ذلك الشعب الفلسطيني.
كلمات عميقة تعبر عن معاناة حقيقية لشعب يعيش مأساة في ظل انعدام كامل لأساليب الحياة الهادئة والمطمئنة ككل الشعوب المختلفة .
قد تكون هذه هي نهاية الطوفان ؛لكنها بداية رحلة أكثر قسوة مما مضى .