القلم الفلسطيني
  • الرئيسية

  • المقالات

  • الأبحاث

  • القصص

  • الأنشطة والفعاليات

  • تواصل معنا

  • الرئيسية

  • المقالات

  • الأبحاث

  • القصص

  • الأنشطة والفعاليات

  • تواصل معنا

غزة تأكل صبرها… والموت ينتظر عند باب كل بيت!

غزة تأكل صبرها… والموت ينتظر عند باب كل بيت!
27/05/2025 | 0 تعليقات

بقلم: أ. احمد خالد العايدي

محامي، وناشط مجتمعي

مقدمة:

في قلب غزة، حيث لا يفرق بين الليل والنهار سوى أزيز القذائف، لا يموت الناس برصاص الطائرات فقط، بل بالمجاعة التي تفتك بأرواحهم ببطء قاتل، وتقتل فيهم الأمل قبل الجسد، هنا، حيث تُسلب الأرض وتُداس الكرامة، يعاني الملايين من حصارٍ خانقٍ جعل من الجوع سلاحًا صامتًا لا يقل فتكًا عن القصف.

هذه ليست مجرد مأساة، بل شهادة على قسوة الإنسانية وصمت العالم، حيث تُغلق الأبواب في وجه أرواحٍ بريئة ترفض أن تذل، وترفض أن تموت بصمت، هنا، على هذه الأرض التي صمدت في وجه الحصار، تُكتب قصة الجوع والدمار، قصة تُذكرنا بأن العدالة الإنسانية لم تعد مجرد كلمات، بل ضرورة حياة أو موت.

حينما يحاصر الجوع بيوتهم ويشل أيديهم، تصبح غزة أكثر من مجرد مكان، تصبح رمزًا للمعاناة، وصوتًا للكرامة المفقودة، فهل ستبقى أصواتهم صامتة؟ أم أن حناجر الإنسانية ستنادي لإنقاذهم قبل فوات الأوان؟

المجاعة كجزء لا يتجزأ من الحرب القائمة:

الحرب التي تشنها القوات على غزة لا تقتصر أضرارها على الدمار المادي وحده، بل تمتد لتضرب الإنسان في أكثر نقاط ضعفه “معدته”، القصف المستمر والعمليات العسكرية أدت إلى توقف شبه كامل لسلاسل الإمداد الغذائي، إغلاق المعابر التي تسمح بدخول المواد الغذائية والدوائية جعل سكان القطاع محاصرين بين نيران الحرب وجوع قاسٍ.

 

في تصريح لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (OCHA) جاء أن:

“الوضع في غزة وصل إلى حالة طوارئ إنسانية غير مسبوقة، حيث يواجه أكثر من 1.4 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي، والمساعدات الإنسانية تواجه صعوبات كبيرة للوصول بسبب استمرار القصف والحصار.”

هذه الأرقام تخبرنا بأن المجاعة هنا ليست مجرد حالة مؤقتة بل هي جزء من الحرب نفسها، سلاح يُستخدم ضد المدنيين.

 

الجوع في غزة

الجوع في غزة

 

الحصار وتأثيره المدمر على تفاقم الأزمة الغذائية

الحصار المستمر منذ سنوات على غزة، والذي ازداد شدة مع الحرب الحالية، أدى إلى نقص حاد في الغذاء والوقود والدواء، مع استمرار إغلاق المعابر الحدودية، لا تجد الأسر المتعثرة سوى لقمة غير كافية لتبقيهم على قيد الحياة، انقطاع الكهرباء يزيد الأمر سوء، حيث تعجز الثلاجات عن حفظ الطعام والمياه النظيفة تصبح نادرة.

في كلمة صدرت عن الصليب الأحمر الدولي:

“الحصار والحرب يعرضان المدنيين في غزة لمخاطر جسيمة، وحرمانهم من الغذاء والرعاية الطبية يشكل خرقًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.”

الأرقام والحقائق التي لا يمكن تجاهلها:

الواقع المرير يتجسد في أرقام رسمية: أكثر من 70% من المواد الغذائية الحيوية لم تدخل القطاع بسبب الحصار والقصف، بينما يعاني 40% من أطفال غزة من سوء التغذية الحاد، هذه الإحصائيات مروعة لأنها تمثل حياة ملايين البشر، أطفال يبقون على حافة الموت بسبب الجوع.

اليونيسف صرحت:

“الأطفال في غزة يدفعون الثمن الأكبر لهذه الحرب، حيث يعاني 40% منهم من سوء التغذية الحاد، وما زالت الأزمة تتفاقم مع استمرار انقطاع الإمدادات الغذائية والمائية.”

الأثر النفسي والجسدي للمجاعة على السكان

الجوع لا يقتل الجسد فقط، بل يقتل الأمل، ويترك ندوبًا نفسية عميقة، الأطفال الذين يعيشون في دائرة الحرب والجوع يعانون من صدمات نفسية، ويواجهون صعوبات في النمو والتعلم، النساء الحوامل والمرضى هم الأكثر تضررًا، حيث يؤدي سوء التغذية إلى مضاعفات صحية خطيرة.

منظمة الصحة العالمية أصدرت تحذيرًا قاسيًا:

“النظام الصحي في غزة يواجه انهيارًا كارثيًا بسبب نقص الغذاء والدواء، ما يزيد من معدلات الوفيات خاصة بين الأطفال والنساء الحوامل.”

هذه الحالة الإنسانية المزرية تفرض علينا أن نرفع صوتنا عاليًا دفاعًا عن حق الحياة.

 

منظمة الصحة العالمية

منظمة الصحة العالمية

الاستجابة الإنسانية والمعوقات المستمرة

رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، إلا أن وصول المساعدات يتعثر بسبب استمرار القصف والحصار المفروض على غزة، المعابر تُغلق فجأة، مما يمنع دخول الغذاء والدواء الذي من المفترض أن يكون طوق نجاة للسكان.

هيومن رايتس ووتش انتقدت هذه الممارسات وقالت:

“استخدام الجوع كسلاح في النزاعات المسلحة، كما يحدث في غزة، يعد انتهاكًا للقانون الدولي وجرائم حرب.”

هذا يشير إلى أن الأزمة ليست فقط إنسانية بل قانونية وأخلاقية أيضًا.

الأبعاد السياسية والدولية وتأثيرها على الأزمة

المجاعة في غزة ليست فقط مسألة نقص غذاء، بل هي سلاح يستخدم ضمن استراتيجيات الحرب لتحقيق أهداف سياسية، الصمت الدولي والتردد في اتخاذ إجراءات حاسمة يفاقم الأزمة ويعرض المدنيين لخطر أكبر، المجتمع الدولي مطالب بالتحرك العاجل للضغط على الأطراف المعنية وفتح المعابر.

التوثيق القانوني: حقوق الإنسان والقانون الدولي

اتفاقيات جنيف وبروتوكولاتها تحظر استخدام المجاعة كسلاح خلال النزاعات المسلحة، وتؤكد على حماية المدنيين وحقهم في الغذاء والماء، الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية يكفلان هذه الحقوق، استمرار الحصار والحرب في غزة يعد انتهاكًا صارخًا لهذه القوانين، ويقع تحت جرائم الحرب حسب نظام روما الأساسي.

همس الجوع وصدى الحصار بين الإنسانية والقانون

رائي: أنا لست مجرد شاهد على جحيم غزة، بل أنا نسمة تعبر فوق أرضٍ تحترق، قلب ينبض في حضن الألم، وروح تهتف من عمق الحصار والجوع، الجوع هنا ليس مجرد فراغ في المعدة، بل هو خنجر يغرس في صدورنا، يرسم على وجوهنا ملامح الوجع الممزوج بالانتظار.

حين يلتقي وجهي بعيون طفل لا يعرف طعم الأمن، وأمه تهمس بأملٍ باهت بين دمعاتها، أسمع صدى صرخاتٍ تُخنقها أزيز القذائف ذلك الجوع الذي يفتك بأرواحهم ببطء، أكثر من أي رصاصة أو انفجار.

المجاعة في غزة ليست قدرًا محتومًا، بل جريمة تُرتكب يوميًا بحق الإنسانية، هي حصار يقتل بلا صوت، وهي سياسة تُطوى فوق حياة أناس بريئين، تُزرع فيهم الألم والخذلان.
وهنا يأتي القانون الدولي ليقول كلمته، فالفقه الإنساني والقانوني يحظر استخدام الجوع كسلاح في الحروب، كما نصت اتفاقيات جنيف والبروتوكولات الإضافية التي تحمي المدنيين، وتؤكد أن حرمان المدنيين من الغذاء والرعاية الطبية هو انتهاك صارخ ومُعاقب عليه.

أرى في صمت العالم مرآة تخون الإنسان، وحجابًا أسود يغطي على دموع الطفولة المسروقة، كيف لنا أن نصمت ونحن نرى الحكاية تُكتب بدماء جوعى لا يستطيعون حتى أن يصرخوا؟!

إنه نداءٌ ينبعث من تحت الرماد، وصوت قلبٍ ينبض بالألم، يدعو كل من يحمل إنسانية في قلبه أن يكون شعلة تضئ في ظلمة الحصار، أن يكون صدى للغائبين، وأملًا لمن تلاشى وجودهم تحت وطأة الجوع والقصف.

فلنقف جميعًا، لا بالكلام فقط، بل بالفعل، لأن غزة تستحق أن تعيش، أن تبتسم، أن تحيا بحرية وكرامة، بعيدًا عن ظلال الجوع التي تحاصرها.

خاتمة:

غزة ليست مجرد جغرافيا، بل قصة إنسانية تُكتب بدموع وجوع، حيث تتلاشى الحياة في ظل الحصار والقصف. هنا، حيث يفقد الإنسان حقه في أبسط مقومات البقاء، يصبح الصمت جريمة والسكوت خيانة.

المجاعة في غزة ليست إلا انعكاسًا لانهيار العدالة الإنسانية، ونداءً عاجلاً لكل ضمير حي أن يتحرك قبل فوات الأوان، لأن استمرار هذا الواقع يعني أن العالم فقد شيئًا من إنسانيته، وأن القلوب أصبحت أحيانًا أقل حرارة من برد تلك الليالي القاحلة.

 

وفي ختام هذا الوجع،لا أقول الا كما قالت الحكمة المشهورة:

“لا خير في قولٍ بلا فعل، ولا حياة في صمتٍ بلا دموع.”

هل بدأ الموت السريري لفكرة الوحدة العربية؟ مع الضغوطات الدولية، التحولات السياسية، والفجوات الاقتصادية!
الموقف الدولي من الحرب على غزة: بين الإدانات والدبلوماسية الصامتة
أ. حسن علي الحايك

  • ‏لاجئي فلسطين بين مطرقة الأونروا وسنديان البطالة.

    ‏لاجئي فلسطين بين مطرقة الأونروا وسنديان البطالة.

    ‏بقلم: أ. ‏إياد كريرة كاتب ومراسل فلسطيني ‏ ‏ ‏لا يخفى على أحد الواقع الكارثي للاجئيين الفلسطينيين، سواء من الناحية... ‏لاجئي فلسطين بين مطرقة الأونروا وسنديان البطالة. اقرأ المزيد
  • الموقف الدولي من الحرب على غزة: بين الإدانات والدبلوماسية الصامتة

    الموقف الدولي من الحرب على غزة: بين الإدانات والدبلوماسية الصامتة

    بقلم: أ. حسن علي الحايك محامي وناشط شبابي        شهدت غزة خلال السنوات الأخيرة موجات متكررة من الحروب والاعتداءات... الموقف الدولي من الحرب على غزة: بين الإدانات والدبلوماسية الصامتة اقرأ المزيد
  • هل بدأ الموت السريري لفكرة الوحدة العربية؟ مع الضغوطات الدولية، التحولات السياسية، والفجوات الاقتصادية!

    هل بدأ الموت السريري لفكرة الوحدة العربية؟ مع الضغوطات الدولية، التحولات السياسية، والفجوات الاقتصادية!

    بقلم: أ. مجيدة محمدي شاعرة، وباحثة تونسية   منذ ولادتها كحلم يراود المثقفين والقوميين في مطلع القرن العشرين، كانت فكرة... هل بدأ الموت السريري لفكرة الوحدة العربية؟ مع الضغوطات الدولية، التحولات السياسية، والفجوات الاقتصادية! اقرأ المزيد

اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عن القلم الفلسطيني

بالقلم الفلسطيني... نافذتك لفهم القضايا الاستراتيجية بعين فلسطينية، حيث نرسم الواقع ونكتب المستقبل
  • الرئيسية

  • المقالات

  • الأبحاث

  • القصص

  • الأنشطة والفعاليات

  • تواصل معنا

  • Twitter
  • Facebook
  • Instagram
  • YouTube
  • Telegram Broadcast
  • WhatsApp
  • RSS
By Wael Aldaghma