بقلم أ. علم الدين ديب.
ومع اقتراب انتهاء المرحلة الأولى من مراحل وقف اطلاق النار في ظل استمرار عودة النازحين إلى بيوتهم في شمال وجنوب قطاع غزة تتكرر بشكل يومي مظاهر المعاناة الحقيقة عندما يعود المواطن إلى مكان اقامته بحثاً عن بيته ولا يجده أو أن يجده غير صالح للسكن ليبدأ رحلة جديدة من الألم والندم وهو ينظر الى زوجته وأطفاله الذين ما زالوا على قيد الحياة مرة وينظر إلى الخيمة التي سترافقه مرحلة جديدة مرة أخرى، يحاول أن لا يزعزع روح الثبات والصمود لدى عائلته فيبدأ بنصب الخيمة وتجهيز المكان ومن داخله أنين القلب لا يتوقف وصراع العقل لا يهدأ ولكن لا سبيل أمامه سوا القبول بذلك الواقع المرير أملا بأن يتغير في أقرب وقت ممكن.
ورغم كل تلك الصعوبات التي ذكرت إلا أن المواطن في قطاع غزة ما زال متمسكاً بأرضه محافظاً على وجوده مع استمرار السعى لإعمار محيطه واستعادة مقومات البقاء رفضاً لأي مخطط قد يقودنا إلى مغادرة الأرض الفلسطينية وحقيقة ذلك كان واضحاً من خلال متابعة مشاعر وكلمات النازحين العائدين إلى ديارهم في محافظة غزة وشمال قطاع غزة بعبارات تؤكد تمسكهم بأرضهم ووعودات بعدم تركها مهما كلفهم الأمر، وهذه هي حقيقة الرابطة الوطنية والدينية لهذا الشعب بتلك الأرض.
خطة التهجير الاسرائيلية -الامريكية!
يسعى الاحتلال الاسرائيلي ومن خلفه الولايات المتحدة الأمريكية إلى السيطرة على كامل مساحة فلسطين والتي يأتي من ضمنها قطاع غزة إضافة إلى محاولات عديدة لتهجير سكان قطاع غزة وافراغه، وقد بدأ ذلك يظهر بوضوح ابان حرب غزة 2023م حيث أنه قد بدأ مؤخرا ظهور تصريحات اعلامية للرئيس الامريكي تتحدث بصراحة عن نيته لتهجير سكان قطاع غزه وفرض سيطرته على القطاع من خلال طرح حجج واهية وغير منطقية بأنه سيقوم بإعمار قطاع غزة بعد افراغه من سكانه وقد يسمح لهم بعد ذلك بالعودة إلى غزه وهذا ما قد يوصف بأنه بروباغندا موجهة لتهجير سكان القطاع، في اطار الحديث عن مساعي مع دول اقليمية وعربية لاحتواء المهاجرين.
تلك التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي ترامب تعكس حقيقة المخططات الامريكية والاسرائيلية لاستكمال خطة صفقة القرن على خلاف التصريحات الاخيرة للإداره الأمريكية السابقة التي كانت تدعي بأنها تسعى لاحلال السلام في المنطقة والذهاب بإتجاه تطبيق مبدأ حل الدولتين كوسيلة لإنهاء الصراع في فلسطين ولكن سرعان ما تبين حقيقة الموقف الأمريكي اتجاه القضية الفلسطينية ويكون بذلك قد قام رئيس الأمريكي ترامب باظهار حقيقة الاطماع الامريكية في الشرق الأوسط وفي العالم ككل بعد أن جاءت تلك التصريحات بعد حديثه حول الرغبة في السيطرة على كندا وعلى عدة مناطق أخرى.

ترامب
التفاعل العربي مع التصريحات ترامب؟
من خلال متابعة تصريحات المستوى السياسي في الدول العربية وتحديداً مصر والأردن نلاحظ بأن هناك رفض جازم لمبدأ تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وما نأمله أن يتبع تلك التصريحات ترجمة حقيقية من خلال سلوك يعزز بقاء الفلسطينيين في أرضهم دون السماح بقيام اسرائيل أو أمريكا بالضغط على الفلسطينيين محاولة لاجبارهم على مغادرة وطنهم.