بقلم أ. علم الدين ديب
بالتأكيد إن تلك الحرب التي يعيش ويلاتها أهالي قطاع غزة منذ السابع من اكتوبر لعام 2023م ليست الحرب الأولى وربما لن تكون الأخيرة فصراع الوجود الذي يعيشه الفلسطينين منذ 1917م حتى يومنا هذا يؤكد بأن الطريق مازال طويلًا وأن الهدف الذي يسعى له هذا الاحتلال الغاصب من خلال بسط سيطرته على كامل الأراضي الفلسطينية يأتي في سياق تعزيز ما يزعمونه ويطلقون عليه “أرض الميعاد” أو “اسرائيل الكبرى”.
الحرية تنتزع
فلسطين والاحتلال!
فلسطين هي الدولة التي ما زالت تحت الاحتلال ولن تنل الحرية حتى يومنا، وسياسة الاحتلال الاسرائيلي الاجرامية لا تتوقف بحق الشعب المكلوم، فلا تهمد نيران حرب إلا وتقام حرب أخرى يعيش الفلسطيني معها شتى أنواع العذاب والدمار، لك أن تتخيل تلك الطائرات التي تقصف ليل نهار، لا تفرق بين كبير أو صغير، شيخ أو رضيع، رجل أو امرأة، مصاب أو سليم، وقد يحين الأجل في أي لحظة أو أن تبقى مرافق لعاهة بقية حياتك، هذه هي الحياة في فلسطين وفي غزة بالتحديد.
حرب غزة 2023
منذ أكثر من خمسة عشر شهرًا يعيش المواطن الغزي حرب ابادة لم يسبق لها مثيل، بل هي تخطت كل حدود المنطق والوصف، آلاف الشهداء وعشرات آلاف الجرحى وما يزيد مليون ونصف نازح هم ضحية تلك الحرب المسعورة التي حرقت الأخضر واليابس، هدمت الحجر والشجر، نقلت شعب من حياة المواطن المستور الى حياة مواطن تائه باحثًا عن كسرة خبز وكوب ماء عله يجده، نقلت أطفال من جيل متعلم يسعى صباحًا لطلب العلم إلى جيل يخرج ليأخذ دوره في طابور الطعام والماء، تلك هي الحياة في غزة وتلك هي حقيقة المشاهد اليومية بعيداً عن دغدغات الإعلام اللامنطقية والتي نقلت ذلك الشعب الى المربع الغير مرغوب فيه والى مزيد من الدمار والخراب.
صفقات الاحتلال الاسرائيلي!
قد يكون ذلك هو أحد المخططات الاسرائيلية التي تهدف الى طمس معالم القضية الفلسطينية والى تجويع أهالي قطاع غزة إضافة إلى زياده حجم المعاناة اليومية لمواطني قطاع غزة حيث أن أصدق ما قيل فيما نعيشه بأنه “هو مخطط لتجهيل الناس واغراقهم في مشاكل الحياة اليومية”، بعد أن أصبح المواطن في قطاع غزة يعاني الأمرين نتيجه قلة الامكانيات وشح الموارد واغلاق للمعابر والحدود في ظل غلاء الاسعار وارتفاع تكلفة الحصول على الاحتياجات الأساسية كل ذلك يؤكد بأن ما يسعى له الاحتلال هو اذلال الشعب الفلسطيني لتمرير صفقات تفتك بالقرار الفلسطيني والوحدة الفلسطينية.
الانقسام الفلسطيني!
أضف لكل ما ذكر بأن هناك انقسام فلسطيني مزق النسيج الوطني وأضر بالقضية الفلسطينية ضررًا فادحًا فبات الشعب منقسم على نفسه منذ عام 2007 م بعد أن باتت غزة تحت حكم حركه حماس والضفة الغربية تحت حكم السلطة الفلسطينية وحركه فتح، وهذا ما خلق حال فلسطينية سيئة بات معها الوصول الى قرار فلسطيني مستقل هو أمر في غاية الصعوبة.
وفي اطار الحديث عن ما يدور في الشق الآخر من الوطن وهو الضفه الغربية نلاحظ الامتداد الاسرائيلي والتوسع اليومي على حساب الأراضي الفلسطينية بهدف طمس المعالم الفلسطينية ومحاولة للإستيلاء على الأرض الفلسطينية لترسيخ مفاهيم وخرافات اسرائيليه تهدف لاقامة ما يسمونه أرض الميعاد أو اسرائيل الكبرى.
الإنقسام الفلسطني
عدالة القضية الفلسطينية وأحقية الوجود!؟
كل ما تقدم يؤكد بأننا أمام معركة وهي معركة وجود تحتم على الفلسطيني الاستمرار في الدفاع عن أرضه ومقدساته وفي ذلك الطريق المليء والمحفوف بالمخاطر نواجه شتى الصعوبات ويسقط منا آلاف الشهداء ومئات آلاف الجرحى وتعداد الأسرى تفوق كل الإحصائيات والتقارير، وبالرغم من كل تلك الظروف يبقى الفلسطيني متمسكًا بمبادئه وأفكاره التي بنيت على أساس عقائدي ووطني مؤكدًا مواجهته كافة أشكال الاستيطان ايمانًا حتميًا بعدالة قضيته.