غزة إلى أين؟

غزة إلى أين؟
بعد اتمام جميع مراحل الصفقة، وإنتهاء الحرب فعلياً على غزة، فما مصير مستقبل المواطن الغزي بعد هذا الحرب الذي دمر جميع جوانب الحياة؟
الواقع الذي عشناه في هذه الحرب، الذي كان جحيماُ على قطاع غزة، كنا ننتظر أن تضع الحرب أوزارها، حتى نستطيع أن نخرج من هذا الجحيم. خسرنا في هذه الحرب أحبابنا وبيوتنا وذكرياتنا في جميع أزقت قطاع غزة الذي أصبح الآن ركاماً، فقد تذوقنا جميع أنواع العذاب والموت؛ وهذا أدى إلى عدم التفكير في المستقبل، بل التفكير فقط في إمكانية تأمين بعض مستلزمات الحياة من ماء ومأكل، وهذا ما حول القضية الفلسطينة من قضية أرض محتلة وشعب يطالب بتقرير مصيره إلى قضية إنسانية.
من المنقذ؟
كنت في مخيم النزوح حين تجولي به كنت أرى أطفال يزاحمون على طابور المياه، وعلى طابور الطعام (التكية )، والبعض منه يعمل بائع متجول بين الخيام، فكنت في ذلك الوقت أتساءل ما ذنب هؤلاء الأطفال ليحصل بهم كل هذا، كان يجيب أن يكون هؤلاء الأطفال على مقاعد الدارسة، وليس على طوابير المياه والتكية، فمن سوف ينقذ هؤلاء الأطفال الذين تذوقوا مرار الحياة في أجمل أيام عمرهم؟
أما نحن الشباب ماذا عن مستقبلنا؟
المعروف أن الإنسان في مرحلة الشباب يكون إنسان ذو طموح ويسعى إلى تحقيق أمنياته وأحلامه، إلا نحن شباب قطاع غزة، فقبل الحرب هاجر أعداد كبيرة جداً من فئة الشباب إلى الدول الأوروبية، بحثاً على مستقبل لهم. أما بعد الحرب وبعد هذه الكراثة التى أصابتنا، والدمار الذي حل بجميع المدن في قطاع غزة، فمن هنا فلا خيار للشباب سواء الهجرة للهروب من هذا الظلام الذي حل بهم بعد هذه الحرب، التى دمرت جميع سبل الحياة، وكثير من هذه الفئة يحمل الشهادات الجامعية ولكن لا يسطتيع أن يحصل على فرصةواحدة للعمل بها.
فقطاع غزة قبل الحرب وبعد الحرب قائم على المحسوبية والواسطة، فقبل الحرب كانت جميع فرص العمل قائمة على الواسطة والمحسوبية، فصحيح الشهادة الجامعية قوية وتستطيع من خلالها الحصول على فرصة للعمل، ولكن شهادة أنا من طرف فلان هي أقوة من أي شهادة جامعية. أما في الحرب في وقت الكوارث والمصائب فلم تفارقنا المحسوبية، فكانت الخيم والطرود الغذائية توزع على أقارب وأحباب منسق هذه المساعدات، وبعد ذلك توزع على المحتاجين بإسلوب مهين للكرامة والإنسانية.
حياة الغزي أصبحت جحيم، أصبح المواطن الغزي سلعة رخيصة، والكل يريد أن يحقق إنجازات على ضهره، فعلى صعيد التنظيمات الفلسطينية فجعلت موت وعذاب المواطن الغزي وسيلة لتحقيق مكاسب سياسية، أما التاجر فاستغل المواطن الغزي لتحقيق مكاسب مادية، وبالنسبة لهؤلاء الذي يدعون أنهم مبادرين فكثير منهم جمع ثروات مالية على ظهر وعلى معانات المواطن الغزي، وهذا جزء قليل مما يعانيه أهلنا في قطاع غزة.
أما المستقبل فلا يوجد له معالم في قطاع غزة بعد هذا الدمار، فالهم الأكبر الآن لأهل قطاع غزة هو السعي للحصور على مساكن مؤقت، بعد تدمير منازلهم.

شباب غزة
استقيموا واعتدلوا أثابنا وأثابكم الله.