بقلم: أ. صائب جمال أبو جزر
ماجستير قانون عام
يجول في خطري هذا السؤال:
لماذا تبقى الشعوب العربية والإسلامية في حالة من الصراع والنزاع والإقتتال الداخلي!؟

لماذا الصراع العربي
بالنسبة لي هاذا واحد من اكثر الأسالة ارهاقا، وحتى اشعر بالراحة بحثت في الموضوع، ووجدت اسباب كثيرة جدا، ولأنه من الصعب سردها، ولأني اتعمد في كتابة مقالاتي على أسلوب السرد القصير حاولت صياغتها في سببين رئيسيين، وهم:
السبب الاول: خارجي.
ويتلخص بنظرية المؤامرة الي مهما حاولنا إنكار وجودها فللأسف تبقى موجودة!
موجودة وتغذى بنوع من الاستغباء الذي اوصلنا لحالة من التبعية المفرطة… وهو وجوود بعض الجهات التي تتعمد إبقاءنا في حالة من الصراع الدائم، الذي يمنع النهضة، ويعمد على ارهاقنا على كل الأصعدة والمستويات، وعندما ينتهي الصراع او يخيل لنا قدرتنا على انهاء الصراع الذي انهك الكاهل، وكأنه بضغطة زر نعود لدائرة الصراع اللامتناهية، وبذلك نكون نحن الأدوات التي من خلالها يضغط علينا لنبقى في حالة التبعية والرجعية.
وبذلك تكون نظرية المؤامرة سبب كاف واجابة شافية للسؤال المطروح لماذا تبقى الشعوب العربية في حالة من الصراع الدائم؟ لكن لا يمكن ان يعمد لنظرية المؤامرة ان تكون السبب الأوحد، وذلك حتى لا نتهم كما اتهمنا غيرنا باننا نعلق فشلنا وسوء ادارتنا على شماعة المؤامرة، فكان لا بد لنا ان نبحث عن أسباب أخرى تتجلى فيها الأسباب، ومنها:
- الغباء والاستغباء.
- الاحتلال الإسرائيلي.
السبب الثاني: سبب داخلي “الغباء والاستغباء”.
غباء عندما لا نعرف قيمة ما نملك، واستغباء عندما نعلم قدرتنا ومواردنا ولا نستطيع ان نديرها بحجة! عدم امتلاكنا للقدرات .
إسمع:
- نمتلك الكتاب الي ضم مكارم الاخلاق والذي يعتبر سبب في ارتقاء ونهضة البشرية يوما ولا نستثمره، حتى على الصعيد الشخصي، وهو القران!
- نمتلك عقول وقدرات بشرية لكن استبدلنا اهتمامنا بها وتنازلنا عن هذه القيمة واظهارها بالبديل وهو التفاهة، والتغني بالتافهين على انهم اصحاب القيمة، وصولا لعصر التفاهة، وللعلم هذه ليست مشكلة فلسطينية، بل عربية أيضا.
- نمتلك ثروات طبيعية لا حصر لها لكن قررنا ان نقدمها قرابين لمن ظننا انهم الالهة، الهة سيبقوننا على كرسي الحكم ابدا ابدا!
- نمتلك الأخلاق والقيم لكن نكتفي بالتغني بها!
- نمتلك قوة، وعدد، وموقع! وطقس! و… لكن لا نستطيع ادارته!
وبذلك:
نُحرك كقطع الشطرنج! وصولا لان نعتبر أدوات اثبتت جودتها في الاستخدام، حتى في حالتنا الصدئة اثبتنا جودتنا في حرق بيوتنا وخراب زقاقنا، اثبتنا اننا ذو قيمة في القتل والتنكيل ببعضنا وأبناء جلدتنا، وصل بنا الحال لان نتفاخر بتغيير معالم بلادنا بالتدمير… فأصبحت القصة تنشر كل يوم بمضمون لا يتغير، فيه ان القاتل والمقتول عربي، ومن مؤكدات ما سبق “ثورات الربيع العربي وما نتج عنها، ويبقى السؤال: هل حققت ثورات الربيع العربي أهدافها ام الاستبداد لا زال عنوانها؟ وهذا جانب اخر دفعنا للبحث في ما سمي نظرية القطيع التي تستخدم لقيدنا لدوائر الوهم والتزيين.
نظرية القطيع واستقلالية الفكر “الإمعة”.
الإمعة: هي صفة في اللغة العربية وتعني الشخص ضعيف الرأي الذي لا يثبت على كلام أو موقف، وإنما يتخذ مواقفه بحسب مواقف المحيطين به وآرائهم[1].
لكننا اليوم بإلقاء نظرة على واقع المجتمعات العربية نشاهد ان الكثير من الناس يتبنون الأفكار ليست لأنها لهم او وصلوا لها عن اقتناع، بل لان هذا الرأي هو ما يتبناه الحزب الذي يتبعه، وبذلك يجب أن يقول امين على كل ما يصدر عن ذلك المصدر، وصولا للحال الذي فيه الحزب لان يولد نفس الأحقاد والمشاكل الذي تنتج عن الطائفية، وهذا يوصل لنتيجة أنه لكي تهدم دولة خالية من الخلافات الطائفية، أنشئ بها خلافات حزبية، مؤطره بأيدولوجيات غير وطنية…
وقد تعلمنا في المدارس ان الأحزاب السياسية ظاهرة صحية تؤدي لتحسين وتصحيح عمل السلطة، لكن في فلسطين مثلا الأحزاب السياسية هي واحدة من أسباب الضعف والوهن الذي اصابنا، والتي بدورها أسست ظاهرة الانقسام، فكانت الاحزاب السياسية المساحة الأمثل لممارسة وتطبيق نظرية القطيع…
لذلك في كثير من الأحيان عندما اخوض نقاشا فكريا، من الضروري ان يبنى على أساس الفكر المنطقي، اجد نفسي في مواجهة طرف مستلا سيوف العاطفة سلاحا للدفاع عن فكره، وبذلك أكون أعلنت الاستسلام قبل البدء، ليس ضعفا، بل لمعرفتي المسبقة بالنتيجة التي سنصل لها، وهذا لا يعني انني دوما على صواب، بل في كثيرا من الأحيان أكون أخطأت الحساب او التقدير… لذا عندما تريد الحديث عن القضية الفلسطينية، يجب ان يبنى الحديث على “الفكر، المنطق، القانون الدولي، العاطفة، و…”، على الأقل يجب ان تكون قارء مطلعا، والا تنجر خلف الصور النمطية التي توجد بناء على رغبة احدهم في تحييد النظر عن امر ما، من خلال الالتهاء بغيره.
فلماذا الرجعية الفكرية، وماذا يجب أن نفعل للنهضة؟
أولاً: يجب ان نتخلص من قيد التبعية الذي يطوق الأعناق.
ثانياً: إدراك حجم الكارثة الفعلية إن بقينا في مستنقع الإستغباء.
ثالثاً: الوعي بحجم ما نملك من ثروات، والوعي بكيفية استثمار تلك الثروات.
رابعاً: السعي نحو بناء انسان شبع، موفر له كل مقومات العيش الأساسية، ليتثنى له بعد ذلك التفكير كيف ومتى ومن هو الاحتلال.
خامساً: التوقف عن الحشد لبناء حزب قوي، دون الوعي بضرورة ترسيخ خصائص وأركان الدولة، والتي تصب في مصلحة الكل لا الحزب.
ملاحظة: اذا رأيت قناة الجزيرة تحاول اظهار شيء بشكل ما، فاعلم ان الحقيقة على العكس من ذلك، وما هذا الجهد الا أداة من أدوات تغيير وحرف الحقيقة، او انك بحاجة لجهد لتصل لأصل الحقيقة الحقيقية.
الاحتلال الإسرائيلي كسبب ومسبب!
لا اعلم ما الذي يجب أن يكتب هنا، لكني متأكد بأن كل ما سيكتب من سب فهو للإحتلال، وكل معاناة يعاني منها العالم العربي فللإحتلال دور فيها، وكل أزمة، وجريمة، ومؤامرة، وإفساد للإحتلال الإسرائيلي يد فيه… وتأكد عزيزي القارئ أن أي فتنة يشعل فتيلها في المنطقة، وبكل تأكيد يبارك الصهاينة بها، ولك ان تنظر على الحال الفلسطيني بأي شكل يقتلون ويشردون، ويهجرون، ويقطعون، وتأكل القطط والكلاب لحمهم، ويأكل الناس لحم القطط والكلاب والحمير وحتى اعلافها، والأحتلال هو سبب.
وهنا نقف لأن الجريمة لا يكفي لإيضاحها فقرة من مقال، فاذا كان للجريمة من مرادفات في اللغة العربية فسنستحدث كلمة الإحتلال الإسرائيلي كمرادف لكلمة اجرام، وللقصة بقايا.

الاحتلال الصهيوني لفلسطين
المراجع:
[1] الامعة: صفة في اللغة العربية وتعني الشخص ضعيف الرأي الذي لا يثبت على كلام أو موقف، انظر الموسوعة العربية الشاملة، على الرابط التالي: www.mosoah.com .