بقلم: أ. ريم جمال أبو جزر
واحدة من إنتهاكات الإحتلال الإسرائيلي للقانون الدولي في عدوانه على غزة:
وهو إستخدام اسلوب التجويع والحرمان وقطع كل طرق الغذاء، فقد عُرف عن الإحتلال الصهيوني في حروبه على عدم الاكتفاء بقوته العسكرية؛ بل يلجأ للكثير من الاساليب الخبيثة والتي منها سلاح التجويع.
حيث اوجب القانون الدولي الانساني على ضرورة توفير الغذاء للمدنين في حالات الحرب، أو النزاعات المسلحة، وذلك كما:
نصت المادة 54 (1) يحظر تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب
ونصت المادة 54(2) يحظر مهاجمة أو تدمير أونقل أو تعطيل الأعيان والمواد التى لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين ومثالها المواد الغذائية والمناطق الزراعية اللتي تنتجها والمحاصيل والماشية ومرافق مياه الشرب وأشغال الرأي.
لكن قامت سلطات الإحتلال الإسرائيلي بحصار السكان المدنيين بقطاع غزة وفرض حظر التجوال عليهم وإغلاق المعابر مما أدى إلى عدم قدرتهم إلى الوصول إلى مصادر الغذاء في الأسواق أو المخابز أو محاصيلهم الزراعية.
كما أن الإحتلال الإسرائيلي بقطاع غزة وفي إطار حصره الشامل للقطاع كان دائماً يعطل دخول الإمدادات العاجلة ما أدى إلى حدوث مجاعة، وكان سكان قطاع غزة يأكلون الأعشاب للبقاء على قيد الحياة، ويأكلون الطحين منتهي الصلاحية” العفن” وذلك إن وجد، وفي الغالب لم يكن موجود حتى! وفي نفس الوقت نفذت كمية المعلبات لدى السكان فلم يتبقى لديهم أي مصدر من مصادر الغذاء وأصبح طعامهم الأساسي طيلة أشهر( الأرز، المكرونة، العدس).
ولم يتبقى للشعب سوء اللجوء إلى تكيات الطعام التي كانت تعتمد في طبخها على ( الأرز، المعكرونة، العدس) والتي كانت تفتقر إلى المعايير الصحية ومحسنات الطعام من”ملح وصلصة”، وفي كثير من الأحيان تكيات الطعام لا تقوم بالطبخ نظراً لعدم وجود أي شيء لشرائه وطبخه. وكان طيران الإحتلال الإسرائيلي يستهدف البنية التحتية للغذاء كالمخابز والمطاحن وتدمير وتجريف الأراضي الزراعية مما أدى إلى صعوبة حصولهم على قوت يومهم، وايضًا كان الإحتلال يقوم بعدم السماح لوصول شاحنات المساعدات إلى سكان قطاع غزة، وعند سماحهم لدخول شاحنات المساعدات تسمح بدخول عدد محدود جدًا ما أدى إلى وصول سكان القطاع إلى مجاعة حقيقة.

التكيات في غزة
وأشارت هيومان رايتس ووتش إلى أدلة أستخدام إسرائيل تجويع سكان قطاع غزة كسلاح في حربها من2023.
كما أنه أتهمت منظمات حقوق الإنسان إسرائيل التجويع كأسلوب من أساليب الحرب على غزة.
ووصف الخبراء پان هذه الحرب هي واحدة من أسوأ حالات التجويع التي صنعها الإنسان من قرابة قرن، ونتيجة لهذه المجاعة مات المدنيين الفلسطينين.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أن شبح المجاعة يكبر يوماً بعد يوم وبأن أكثر من مليون طفل بأتو تحت التهديد المباشر لسوء التغذية، من بينهم 3500 طفل أصبحوا أقرب للموت بسبب سوء التغذية وانعدام المكملات الغذائية والتطعيمات.

المكتب الاعلامي الحكومي
كما أنه عانى سكان قطاع غزة في أزمة حادة في تغير مياه الشرب مما دفع السكان إلى شرب مياه غير صالحة. واستخدم الإحتلال الإسرائيلي مصادر المياه كسلاح لتضيف الخناق على سكان القطاع حيث فرض حصار على القطاع وقطع المياه وقصف شبكات وآبار المياه ومنعت إدخال الوقود لتشغيل محطات التحلية والآبار.
حيث قرر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في التاسع من أكتوبر – تشرين الأول 2023 فرض حصار شاملاً على غزة قائلا” لا كهرباء لا طعام لا ماء ولا وقود سيصل القطاع”.
وبالفعل تم ذلك.

غالانت
وأعلنت وزارة الداخلية في غزة أنه في ظل العدوان الإسرائيلي لم يضخ الإحتلال أي لتر من مياه الشرب إلى أي من محافظات القطاع، كما أنه حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين ( الأونروا) من أن أكثر من مليوني شخص في قطاع غزة يواجهون خطر نفاذ مياه الشرب.
حيث كان السكان في قطاع غزة يواجهون صعوبة بالغة في الحصول على المياه بشكل عام وكانوا يمشون مئات الآمتار للحصول على الماء وفي كثير من الأحيان يتم استهدافهم من قبل الطيران الإحتلال العسكري.
وبذلك تكون الخسة من طبائع الاحتلال الصهيوني في تجويعه لغزة واهلها. وللقصة بقايا…
المراجع:
المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
صحيفة هيومن رايتس.
نصوص من القانون الدولي الانساني.