بقلم: أ. غادة محمد طبش
كيف تبدو الحياة في غزة بعد وقف إطلاق النار؟
هل من السّهل التعايش في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها المواطن في غزة المنكوبة؟
تساؤلات عديد تدور وتدور في الأذهان لا سيما بعد إعلان وقف إطلاق النار في غزة.
هنا في غزة بعد عامٍ وخمسة أشهر من الحرب المصعورة، نشهد اليوم أصعب المراحل التي يعيشها المواطن، حيث الدمار يفرضُ واقعاً صعباً ومريراً. لم يتبقَ من البيوت والشجر والحجر سوى الذكريات المُؤلمة، وهناگ من فقد بيته بالكامل لينتهي به الأمر في خيمةٍ بالية لا تستر ولاتقي من البردِ والمرض، وهناگ من يقفُ حائراً مشتت الذهن أمامَ جدران مشققة وسقف آيل للسقوط، لا يستطيع اصلاحه في ظل انعدام كامل لمواد البناء ،ولا يستطيع العيش داخله فلا جدران تقيه البرد والمطر، ولا تستره من أعين الناس، وهناگ من فقدَ لقمة عيشه ومصدر رزقه الذي يعتاش عليه هو وأطفاله، فأصبح شبح الجوع والخوف والمجاعة ناقوساً يدق قلوبهم المتعبة في كل دقيقة وساعة.
ومواطنٌ آخر وصل به المطاف إلى الشارع، لا وظيفة ولابيت ولا حياة كريمة، ففي عُمق الصمت الذي يعيشه سقط مع أول دمعة حزن حيث تسرّب الوجع رويداً رويداّ بين الوريد والوريد، في غزة اليوم يكمن التحدي الأكبر في مواصلة الحياة فيما بعد إعلان وقف إطلاق النار، لقد دفع الغزيون أثماناً باهظة ،أثماناً تفوق الوصف والخيال ،مازالت المآسي تتوالى في كيفية التعايش على أرض الواقع المُؤلم والقاسي الذي بات يُهدد صمود الرجال وتضحية النساء وبراءة الطفولة المسلوبة.

معاناة الناس في غزة
الحرب التي لم تترگ بيتاً إلا وأثقلتهُ بالفقدانِ والألم، لم تترگ شارعاً إلا ودمّرت فيه الأحلام والجمعات واللمة البسيطة الممزوجة برائحةِ البلد.
بحزنٍ وأسى كبيرين الحياة وحجم الدّمار ومقدار التضحيات التي قدمها ولازال يُقدمها المواطن الغزّي هي كبيرةٌ وعميقة في ظل الوجع الكبير وظروف الحياة الصعبة ،فلا يليق بشعبنا اليوم سوى العيش بكرامةٍ وراحةٍ ويسر بعد كل هذا العسر؛ بل بتكاثُف من مؤسسات المجتمع الدولي والعالمي من أجل مساندته للمضي قدما نحو حياةٍ كريمة.